شنت الولايات المتحدة وبريطانيا الأسبوع الجاري غارات ومداهمات متزامنة ضد أتباع الصدر في بغداد والبصرة وبررتا ذلك بوجود متشددين لهم علاقة وثيقة بالحرس الثوري الإيراني. ومن جهتها أعلنت إيران اكتشافها شبكة تجسس كبرى تديرها القوى المحتلة في العراق. وفي ظل هذا الجو المشحون بالضغائن نظمت محادثات عاجلة لمدة يوم واحد وبتشجيع عراقي بين الأميركيين والإيرانيين وذلك بعد 30 طلبا أميركيا قدمت لطهران تدعوها إلى الجلوس والتحدث إلى بعض. كانت نتيجة المفاوضات بناءة إلا من انفراجة في كل الجوانب. طلبت أميركا من إيران وقف دعم الميليشيات المسلحة في العراق وفي المقابل ذكّر الإيرانيون الأميركيين بواجباتهم تجاه الدولة التي يحتلونها.
الجانبان أكدا في تصريحات متطابقة أن المفاوضات كانت ايجابية على رغم أنها لم تتطرق إلى البرنامج النووي الإيراني الذي يمثل بعبعا للغرب ودول المنطقة على حد سواء. ولم يتطرق اللقاء إلى مسألة الإيرانيين السبعة المحتجزين لدى الجيش الأميركي ولا إلى جدول زمني محدد لانسحاب القوات الأجنبية من العراق، ولا إلى وقف الحملات الإعلامية المناوئة لبعضهما بعضا، فكيف إذا سيحقق خصمان لدودان الاستقرار لطرف ثالث يعتقدان أنه يمثل لكل منهما ورقة ضغط على الآخر.
ولكن نستنتج من كل هذه المواقف أن إيران التي تصنف ضمن العالم الثالث أصبحت ندا قويا لأكبر إمبراطورية على الأرض، وتعلمت كيف تتعامل مع غطرسة هذه الإمبراطورية. فإذا ما صعدت واشنطن عسكريا وإعلاميا جارتها طهران بالمثل، وإن هي جنحت إلى التهدئة والتفاوض استجابت لها، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1727 - الثلثاء 29 مايو 2007م الموافق 12 جمادى الأولى 1428هـ