أحد المحلات الصغيرة في سلماباد، هو نفسه المحل الذي نشر إعلاناته في الصحف الإعلانية وبالخط العريض «ثلاجات، مكيفات، هواتف نقالة بالأقساط المريحة»! لا إثبات عمل، ولا تحويل راتب ولا هم يحزنون، وفي الحقيقية كان إعلانا مغريا إلى أولئك الذين يبحثون عن شراء الحاجيات الأساسية وبالأقساط المريحة.
المشكلة الوحيدة في العرض هي أن الأدوات الكهربائية ستباع بأكثر من ضعف الثمن بالأقساط، وذلك لأن العرض يقول إن الأقساط ستكون مريحة! شخصيا، لم أقتنع بالموضوع وقررت أن أزور المحل... نصف ساعة بالتمام والكمال هو الوقت الذي احتجناه للوصول إلى المحل، لا لأنه بعيد ولكن لأنه كان في موقع معقد، تماما كما كانت العروض. على أية حال، دخلنا والمكان الصغير خال من الزبائن، وصاحبه تربع على جهاز الحاسوب ولا ندري ماذا كان يفعل، ولكن عندما اقتربنا لاحظنا أنه يرتب برنامجا كتب عليه «الأقساط المريحة»!
أسعار الثلاجات أنواع وأشكال، واخترنا ثلاجة كبيرة بسعر 430 دينارا، وحين قدمنا إلى صاحب المحل سألناه عن القسط الأول فقال بكل ثقة: يا حبيبي القسط بس 10 دنانير وتتسلم ثلاجتك بكرة! سألناه سؤالا آخر عن مدة الأقساط وكم سندفع شهريا فأجاب: 86 دينارا لمدة عام واحد!
أخذت الأرقام تلعب وتلهو في عقولنا حتى سألناه مرة ثانية: أبوالشباب يعني كم يطلع سعر الثلاجة؟ فرد: 1056 دينارا! لم نتمالك أنفسنا من الضحك فصاح وعلامات الغضب تلوح على محياه: يعني أنا قلت نكتة، فأجبناه: يعني هذي الثلاجة تمشي مثل السيارة! فاشتاط غضبا وأجاب: اللي ما يبغي يشتري يطلع من المحل لأن إحنه فتحناه نساعد الناس!
يا لهذه المساعدة التي يحظى بها المساكين، يشترون ثلاجة بسعر سيارة، وهاتف نقال بسعر ثلاجة، وتلفاز بسعر مكيفين! يا ترى أين الجهات الرقابية على مثل هذه المحال، صحيح أن الربح أمر مباح ولكن أن تربح بنسبة 120 % فهو أمر غير مقبول حتى في الديانات الأخرى فكيف بمن يدين بدين الإسلام.
ولكيلا نبتعد عن مواضيع «الحيالة»، نقل لنا أحد المتصلين رواية وهي أن إحدى «المراخات» في منطقة جدحفص «تمرخ» الحوامل ومن يلدن بمبالغ خيالية، فكل «مرخة» تكلف 5 دنانير وهي تدوم لخمس دقائق فقط! والحديث عن هذا الموضوع له بقية...
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1727 - الثلثاء 29 مايو 2007م الموافق 12 جمادى الأولى 1428هـ