الدنيا تتغير من حولنا والتغيير بدأ يطال كل شيء ولاشك في أنه سيصل إلى القطاع الرياضي المترهل، إذ لا يمكن الاستمرار بالعقلية نفسها في الإدارة في ظل المتغيرات الحديثة.
الكويتيون ولسابق تجربتهم الديمقراطية على مستوى الخليج كانوا الأقرب تأثرا بالتجارب الغربية على المستوى الرياضي. لذلك، وفي أعقاب إخفاق منتخب بلادهم في بطولة الخليج التي استضافتها الكويت العام 2005، خرجت الجماهير الرياضية في مظاهرة أمام مقر اتحاد الكرة تطالب فيها باستقالته كنتيجة لهذا الإخفاق ولإخفاقات سابقة.
مثل هذا الوضع ربما كان شاذا في السابق ولكنه الآن أصبح واقعا جديدا يجب على الجميع التأقلم معه وعدم الاستغراب منه؛ لأنه جزء من التركيبة الحديثة للبلدان الخليجية.
على مستوى العالم عموما لم يعد بالإمكان الحجر على الأفكار أو منع الناس عن التعبير عن آرائها، وكذلك هنا في البحرين لم يعد بالإمكان الاستمرار بالمنوال نفسه في العمل الرياضي.
المشكلة لدينا أن الكثير من العقليات الرياضية العاملة مازالت تؤمن بمنطق التفرد والسيطرة وهو منطق في اعتقادي ولّى زمانه سواء قَبِلَ هؤلاء أم رفضوا.
في البحرين طال الإصلاح قطاعات عدة ولاشك في أنه سيطال القطاع الرياضي بشكل عام، لأن هذا القطاع بحاجة لأن يساير المتغيرات المحلية والعالمية باعتباره لا يعمل في بيئة منفصلة وإنما هو جزء من منظومة متكاملة في البلاد.
لذلك فإن المظاهرات والاعتصامات الرياضية التي قامت بها جماهير نادي المحرق للمطالبة بإجراء انتخابات لمجلس الإدارة، والاعتصامات التي نفذها منتسبو بعض الأندية والمراكز الشبابية بشأن فك الدمج أو غيره ونشرت في الصحف إلى جانب استعدادات جماهير النادي الأهلي هي الأخرى إلى الاعتصام للمطالبة بالإصلاح كلها جزء من المتغيرات الجديدة التي بدأت في الدخول إلى الواقع الرياضي.
ربما قبل عقد أو عقدين من الآن كان من الصعوبة بمكان أن نتخيل خروج مظاهرة بشأن قضية رياضية على المستوى المحلي، ولكنها أصبحت اليوم جزءا من الواقع الرياضي وعلى الجميع تقبلها كما هي من دون محاولة للالتفاف عليها.
فالرياضة اليوم لم تعد ترفا وإنما هي جزء من ثقافة الشعوب وحاضرها، وأصبحت عنوانا لتقدم الأمم وتحضرها.
إن الاستجابة إلى مطالبات الإصلاح والعمل على تغيير الواقع الرياضي هي البداية الصحيحة لمسايرة المتغيرات العالمية، في حين أن البقاء على أساليب الإدارة القديمة سيؤدي إلى تخلفنا عن مواكبة تطورات العصر، وبالتالي ضياعنا في غياهب عقليات قديمة تعتقد أنها مازالت تعيش قبل عقدين من الآن!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1726 - الإثنين 28 مايو 2007م الموافق 11 جمادى الأولى 1428هـ