الأسبقية في كل شيء هو موضوع يطرح دائما على مسامعنا على رغم أن واقعنا يقول شيئا آخر وهو إن طعم الخسارة والتأخر هو الذي علينا أن نهضمه بشجاعة الأمر الذي بدا يلاحقنا في معظم المجالات التي كانت البحرين تتفاخر بها في الماضي.

يقولون إن نبرة اليأس والحزن تنجلي على تصرفات شبابنا الذي يدفعه الفراغ القاهر وتدني مستوى المعيشة إلى اطلاق شرارة غضبه بحرارة شمس البحرين هنا وهناك بحثا عن حل جذري لقضاياه ولمشكلاته.

نتحدث عن انجازات البحرين وتصدرها المراكز الأولى ولكن علينا أن نعترف بأن كثيرا من هذا الحديث «كان في يوم من الأيام»... للأسف وطننا اليوم يمر بعقبات (نستطيع حلها لو توافرت الإرادة المشتركة) وهذه العقبات تعرقل عددا من المشروعات، وقد يعود بعضها إلى ترسبات من حقب ماضية وتقديرات رسمية خاطئة، وأيضا من جانب بعض الفعاليات في المجتمع التي قد تكون سببا لعقبات مختلفة بحجج كثيرة.

علينا أن نتحدث ونقول: إن البحرين التي كانت درة أو دانة الخليج، وعلى رغم أن تلك كانت أسماءها المعروفة منذ القدم، فإننا نجد شيئا آخر هذه الأيام، والاسوأ عندما تحاول تعريف البحرين للآخرين، عربا وأجانب، من الموجودين أو الزائرين، تجد صعوبة في تسويق هوية محددة لبلادنا بعد أن أخذت بعض بلدان الخليج الحديثة النشأة تروج هويات كان يختص بها أهل البحرين في صميم تاريخهم القديم على مستوى دول المنطقة.

وغيره وغيره... الذي لا يسعني ذكره ولكنها ملاحظات وهموم بحرينية منوعة تنقل عبر هذه السطور من بعضنا الذي بدأ يتحسر عندما يُسأل عن أسباب التخاذل إلى عدم اهتمام الدولة بأفكار الكوادر البحرينية التي بدأ بعضها يشق مستقبله بالهجرة أو الانصراف إلى قضايا بعيدة وذلك لأسباب كثيرة.

إن كل من يزور البحرين ويسمع عن مكانتها وتاريخ أهلها يتفاجأ بل ويبدأ بالسؤال عندما يرى التراجع... بل أصبح كل شيء في وقتنا المعاش غريبا عنا نحن أهل البحرين، فمن لا يعرف البحرين ولا ينتمي إليها تاريخا أو وجدانا أصبح يتحدث باسمها... فماذا نقول أكثر منذ ذلك؟