المدرب الوطني القدير محمود فخرو يبذل مجهودات كبيرة في اثبات كفاءته وهي مشهودة وواضحة للجميع عن طريق برنامج «الدارت فش» الذي يوضح الأمور الدقيقة داخل الملعب ويكشف الاخطاء غير المرئية التي تكون دائما بعيدة من منال الناس والحضور وحتى المدربين ممن لهم الرؤية الثاقبة في التحليل الفني المتميز.
النجمة بعد أن تعاقد مع الجهاز الفني بقيادة محمود فخرو وخالد الحربان تغيرت الكثير من الأمور الفنية، وبدأ الفريق يلعب بصورة جيدة بتنفيذ طريقة اللعب بالأسلوب العلمي المتاح، وصار الفريق يلعب بطريقة هجومية منظمة مع اغلاق منافذ الدفاع، وهناك تنظيم واضح في الحالتين عند الدفاع والانطلاقة إلى الهجوم.
هذا التطور الواضح لم يأتِ من فراغ واثبت جدارة وكفاءة فخرو في تطبيق نظام «الدرات فش» الذي ابهر أبناء الخليج من المدربين في الدورة التدريبية التي عقدت في البحرين خلال الاسبوع الماضي.
التطور التقني دخل بقوة إلى جانب الاجتهادات الفنية وصار الفريق يعيش الحال الواقعية بدلا من الاحتمالات، وهذا الامر كشف الاخطاء في الفريق من خلال تحركات اللاعبين في مساحات الملعب والتمرير الخاطئ والانتقال من الدفاع إلى الهجوم.
عندما يصل الشخص إلى هذا الامر المهم من التطور التقني في التدريب، يجب علينا جميعا أن نرفع قبعاتنا له احتراما على ما يقدمه للكرة البحرينية كحال عامة وللنجمة بشكل خاص.
المدرب الوطني محمود فخرو كان يوما من الايام مع الاتحاد الكروي يقدم خدماته بكل امانة واخلاص واستفادة منها المنتخب الوطني، ولكن لم يحصل هذا المدرب الوطني على التقدير اللازم لا من قبل اتحاد الكرة ولا من المؤسسة العامة للشباب والرياضة، ونحن فخورون ان نرى أحد أبناء هذا الوطن لديه القدرة الفنية في تحليل فريقه والفريق المنافس بالأسس العلمية، ونحن على توق كبير ان ينضم إلى الجهاز الفني في المنتخب الوطني كفاءة وطنية تساعد المدرب على عمله وتعطيه النقاط المهمة في بناء طرق اللعب ومواجهة المنافس بطرق لعب مضادة دقيقة تكشف جوانب الضعف والقوة في المنافسين، حتى مدرب المنتخب الوطني ماتشالا أبدى إعجابه بهذا البرنامج عندما دُعي لمشاهدة جهود هذا المدرب الوطني في مباراة المحرق والنجمة في الدور قبل النهائي لكأس الملك، وبالتالي من السهولة الآن اختيار وتعيين المدرب الوطني فخرو كمستشار فني للمدرب الوطني.
ونحن على ثقة تامة أننا بحاجة تامة لمثل هذه الكفاءة في مباريات البطولة الآسيوية التي ستقام في 4 دول في شهر يوليو/ تموز المقبل.
نحن نسأل أين كان النجمة في بداية الدوري؟ وأين هو الآن؟ ليس تقليلا من شأن المدرب الوطني الدخيل الذي لم يوفق ولم يكمل مشواره، وتم التعاقد مع المدربين الوطنيين الحربان وفخرو وبدأت معهما مسيرة الفريق نحو حصد النقاط والتطور في الاداء الفني من خلال التنظيم الرائع داخل الملعب، ونتج عن ذلك حصول الفريق على المركز الثالث، وكان بامكانه المنافسة على المركز الثاني لولا خسارته بعض النقاط السهلة، واستطاع ان يواصل شق طريقه نحو التأهل إلى نهائي كأس الملك ونهائي كأس ولي العهد، بعدما تأهل إلى نهائي كأس الاتحاد وخسرها امام الأهلي، ما يعني ان النجمة هذا الموسم كان مغايرا تماما لما كان عليه في المواسم الماضية، وهو امام فرصة كبيرة في الاحتفاظ بلقبه في كأس الملك وكسر احتكار المحرق والرفاع لكأس ولي العهد ليدخل تاريخ الكرة من بوابة التألق والتقنية الحديثة.
إذا علينا أن نهتم جيدا بهذه الكفاءة الفنية التي بها نستطيع أن نكشف الفرق المنافسة وتساعدنا على الوصول إلى المراكز المتقدمة، ولا يجوز انكارها لمجرد انها لا توافق ذوقنا فالمصلحة الوطنية فوق كل ذوق.
ولابد أن تعطى الحقوق كاملة سواء كانت مادية أو معنوية لهذا المدرب الوطني عند الاختيار؛ لأنه فعلا يعتبر مفخرة المدربين الوطنيين بهذا البرنامج المهم الذي كان يعمل به في العام 2004 أو حتى قبل ذلك، ولكن لم يعطه أحد أذنا صاغية ولا صدرا رحبا للاستفادة من خبرته في صالح المنتخب الوطني في استحقاقاته المقبلة.
ولذلك نطالب اليوم أكثر من ذي قبل بضم المدرب الوطني محمود فخرو إلى الطاقم الفني لمساعدته بالطرق العلمية الحديثة والتقنية العلمية، قبل ان يهاجر هذا المخلص الكفء إلى الخارج لتستفيد منه المنتخبات في خارج المملكة، وبعدها نعض اليد ندامة وحسرة كما هو الحال في الكفاءة التدريبية حسن الصباح الذي كان يوما من الايام بين ظهرانينا ولم نعره الاهتمام والرعاية وأهملناه، ولكن من يقدر مثل هذه الكفاءات، لم ينتظر اتحاد الكرة في الاستفادة منها وهو اليوم عنصر مهم وفعال في الاتحاد الآسيوي وشخصية مرموقة محترمة من قبل الرئيس والاعضاء والاتحادات الكروية الآسيوية باستثنائنا نحن!؟ ولكي لا نخسر الكفاءة الأخرى في التدريب يجب علينا ان نضع ايدينا بقوة على بقائها معنا، ولا يجوز التفريط بها؛ لاننا فعلا بحاجة ماسة لمثل هذه الكفاءات الفنية، ونحن بانتظار التعيين والاختيار، وجميعنا يعمل من أجل الوطن وسمعته ورفع شأنه وعلمه في المحافل الآسيوية.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1725 - الأحد 27 مايو 2007م الموافق 10 جمادى الأولى 1428هـ