في مجموعة من اللقاءات التي قامت بها «الوسط» مع مجموعة من الصم في المملكة، وجدنا أنهم متابعون جيدون للفضائيات العربية عموما والخليجية خصوصا، وكانت المفاجأة أن هؤلاء «الصم» شغوفون بالمعرفة ولهم هوايات مميزة، وعلى درجة من الذكاء لا يلتفت لها الآخرون، إلا أن ما يسترعي الانتباه فعلا هو أنهم يفضلون اثنتين من الفضائيات الخليجية على الفضائية البحرينية والسبب الذي أكدوه هو أنهما توفران في نشرات أخبارهما ومعظم برامجهما ترجمة بلغة الإشارة (لغة الصم) ما يسهل عليهم، فهم المضمون المقدم ويشجعهم على مشاهدتها. وعلى رغم التطورات الكبيرة التي شهدها ويشهدها تلفزيون البحرين على مختلف الأصعدة، فإن ثمة تساؤلا يتردد عن أسباب عدم الاستمرار في توفير هذه الخدمة التي ستساهم في تحقيق التواصل مع أكبر عدد ممكن من المتلقين، ويكون للتلفزيون دور واضح في دمج الصم بالمجتمع - بعد طول عزلة وغياب قسريين - وإطلاعهم على ما يجري حولهم في المجتمع. وزارة الإعلام مدعوة إلى زيادة الاهتمام بالصم، والمساهمة الجدية في كسر حاجز الصمت المفروض عليهم، من خلال الترجمة الإشارية للبرامج وتسليط الضوء على واقعهم، خصوصا أن الإحصاءات تذكر أن أعداد الصم في تزايد مستمر في المملكة ونحو 25 في المئة منهم في مرحلة التعليم الأساسي ما يجعل الإعلام يتحمل جزءا من مسئولية رعايتهم جنبا إلى جنب مع وزارات الصحة والتربية والتعليم والتنمية الاجتماعية.
العدد 1724 - السبت 26 مايو 2007م الموافق 09 جمادى الأولى 1428هـ