لا يختلف اثنان على إدانة الاعتداء الذي استهدف الجيش اللبناني في شمال لبنان منذ الأحد الماضي من قبل عناصر ما يسمى بـ «فتح الإسلام»، وما تلاها من حوادث دامية في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين طالت المدنيين العزل.
لكن المستغرب أن تتسارع إدارة البيت الأبيض إلى إدانة الحادث قبل أن تتضح معالمه وتفاصيله، سابقة في ذلك الكثيرين ومنهم المقاومة التي شاءت الظروف ألا تحتفل بعيد التحرير السابع.
ولم تقتصر إدارة البيت الأبيض على مجرد الإدانة حتى بادرت - بشكل عاجل - بإرسال المساعدات العسكرية للجيش اللبناني.
هذه الإغاثة السريعة من الجهة نفسها التي ساهمت - على مستوى واسع وفاضح - في تدمير لبنان وإطالة الأمد في معاناة شعبه إبان حوادث الصيف الماضي إثر العدوان الإسرائيلي عليه تثير كثيرا من الريبة والشك.
فما الدافع الحقيقي وراء هذا الموقف الأميركي؟ وما المصالح التي تسعى لها واشنطن من خلال هذا الموقف؟ وهل هناك أيادٍ تسعى - حقا - لإقحام الجيش اللبناني في حرب مخيمات جديدة؟ وهل عدمت الحلول السياسية للخروج من هذه الأزمة؟ وما هي الجهة الحقيقة التي حضنت هذا التنظيم وأمدته بالسلاح حتى استفحل؟
كل هذه الأسئلة وغيرها يمكن الإجابة عنها من خلال قراءة الخلفية التاريخية لكل الأطراف اللاعبة في الساحة اللبنانية من قوى داخلية وخارجية، لكن الخوف أن تبقى هذه الأسئلة من دون إجابة و يستعر الوضع أكثر فأكثر.
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1724 - السبت 26 مايو 2007م الموافق 09 جمادى الأولى 1428هـ