الفنان على اختلاف المجال الذي يعمل به يعد سفيرا لبلاده وممثلا عن صوت الحاضر ويحمل هوية شعبه الثقافية، كما يحمل أحلامهم التي يريدون أن تكون، بل هم حاملين لطموحاته، بالإضافة إلى أنهم يعكسون المجتمع وتعدد المفاهيم داخله، وعليه فأن الواجب على كل فنان أن يحافظ على «سمعة بلاده» في كل دولة يحل عليها ضيفا أو يستقر فيها، وأن يبتعد عن أية ممارسات تسيئ للوطن وشعب البحرين، وإن فعل خلاف ذلك فعليه أن يعاقب بالغرامة والحبس حاله في ذلك حال أي مواطن آخر يمثل بلده في اجتماع أو ندوة وما إلى ذلك، وأساء للمملكة، فهما في كفة واحدة، إذ أنهما يمثلاننا في الخارج... هذا ما اعتقده كمواطنة غيورة على بلادها.
ما دفعني لكتابة الأسطر السابقة، هو لقاء مسجل لإحدى الفنانات البحرينيات الذي عرض أخيرا على إحدى القنوات الفضائية الخليجية، والتي أساءت من خلاله لسمعة الفتاة البحرينية من خلال حديثها، إذ قالت أنها عندما حلت ضيفة على الدولة الخليجية التي تستقر فيها حاليا (لن أذكر اسمها) وخرجت برفقة «البوي فرند» (صديقها) استغرب الناس إذ كان هذا الشيء غريب عليهم، بينما هو أمر «عادي جدا» لدينا في البحرين فالفتات تستطيع أن تخرج مع صديقها في أي وقت تشاء من دون أن يمنعها أحد... والله! هذا الكلام صدق يصير عندنا في البحرين! لا أنكر أن هناك أسر تدعي «الانفتاح» وتسمح لبناتها بالخروج مع شباب بحجة أنه «صديق»، ولكن هذا لا يعم على جميع الأسر فغالبية أسرنا البحرينية محافظة وتخاف على سمعت بناتها!، والفنانة المعنية هي إحدى بنات تلك العوائل المحافظة كما نعلم، ولم تولد لأم أجنبية أو أب أجنبي حتى تتصرف بمبدأ «الناس الكول»!.
جزء آخر في اللقاء يقشعر له بدنك، فقد كانت تلك الفنانة تتحدث عن أهم التغيرات التي حصلت بجسمها، وتقوم بحركات وتتلفظ بكلمات تشعر بأن من تحدثك (محشومة البنت البحرينية) هي «فتاة ليل»، لن أذكر ما قالته لأنها كلمات بذيئة وأن ينزه القارئ من أن يتلفظ بها لسانه.
نعتقد وهذا رأي شخصي أن تلك الفنانة يجب أن تعاقب على فعلتها فقد أهانت بنات البحرين كثيرا وشوهت سمعتهن، بل أنصحها بأن تراقب أفعالها إن كانت فعلا تشعر بالغيرة على بلدها، ألا تكفينا الإساءات التي نتلقاها من الأعمال الدرامية التي تقدم فيها الفتاة البحرينية، كنموذج سيئ؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 2258 - الإثنين 10 نوفمبر 2008م الموافق 11 ذي القعدة 1429هـ