سطّر فريق نادي المحرق الأول لكرة القدم لحظات تاريخية لا تنسى في تاريخ كرة القدم البحرينية بتتويجه يوم الجمعة الماضي بلقب كأس الاتحاد الآسيوي ليكون اللقب الأول من نوعه في تاريخ الرياضة البحرينية فاتحا بذلك صفحة مضيئة لكرة القدم المحلية.
عقود طويلة ومنذ بدايات السبعينات إلى اليوم انتظرت الجماهير البحرينية لقبها الخارجي الأول، إلا أنه تحقق على يد شيخ الأندية البحرينية بعد عقبات وصعوبات كبيرة، واخفاقات متتالية غير أن عزيمة الرجال وجهد الأبطال توج في الختام ببطولة للتاريخ.
المحرق بما يضمه من لاعبين مختلطين شكلوا في النهاية بنية فريق قوي ومتمكن ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى الآسيوي بقيادة الثنائي الرائع ريكو ورنغو اللذين أرعبا دفاعات جميع الفرق الآسيوية بتحركاتهما ومراوغاتهما وتسديداتهما المباغتة، إلى أن توج فريقهما بالبطولة الأغلى في تاريخه.
المحرق تربع على عرش البطولات المحلية سنوات طويلة، وفي لحظة تاريخية تطلع الذيب إلى كتابة تاريخ جديد للعبة في البحرين فكان بقدر الطموح وقدر المسئولية وتوج بما أراد.
الفريق سيكون أمام تحد جديد في الموسم المقبل من خلال بطولة أبطال الدوري على المستوى الآسيوي التي تشارك فيها الفرق المحترفة على مستوى القارة، هناك حيث يوجد الأبطال في أقوى الدوريات سيكون للمحرق وجود قوي أمام عمالقة القارة.
غدا (الأربعاء) ستعلن المملكة العربية السعودية ومن خلال مؤتمر صحافي عن تحول الأندية السعودية إلى شركات، وعن الانطلاق إلى عصر الربحية بدل عصر الاعتماد على الإعانات، إنه فعلا عصر جديد لكرة القدم السعودية.
الاتحاد الآسيوي وبرئاسة محمد بن همام أعلن عن تصنيفات محددة للدوريات المحترفة في القارة لم تستطع مواكبتها إلا دول قليلة كاليابان وكوريا وإيران والسعودية والإمارات، في الوقت الذي مازالت فيه الكثير من دول القارة بعيدة تماما عن مستوى الاحتراف.
الخطوة السعودية الجديدة نتمنى أن تكون بداية خير على مستوى كرة القدم الخليجية التي بات لزاما عليها التحول إلى الاحترافية إذا أرادت البقاء في عصر لا يعترف إلا بالأقوياء.
في الموسم المقبل ستكون مواجهات المحرق مع فرق محترفة بكل ما للكلمة من معنى، مع فرق شركات ولاعبين متفرغين ومدربين عالميين، وبالتالي لا بد أن يكون المحرق قادرا على مواكبتهم ومعه بقية الفرق البحرينية.
تتويج المحرق باللقب الآسيوي واللفتة الأبوية الرائعة من قبل عاهل البلاد المفدى باستقبال الفريق وتكريمه يجب أن تكون البداية التأسيسية لتحويل الدوري البحريني إلى دوري محترفين قبل فوات الأوان، من خلال استغلال هذا الاهتمام الملكي وتحويله إلى قوة دافعة لتطوير اللعبة بالاعتماد على المعايير العالمية الحديثة.
فالبلدان الأخرى وتحت إشراف الاتحاد الآسيوي للعبة بدأت الطريق وأطلقت دوريات المحترفين حيث الأرباح بدل الإعانات ونحن مازلنا في موضع المتفرجين، لعل الإنجاز المحرقاوي الآسيوي ينقلنا إلى موضع المساهمين، قبل أن نصبح على هامش التاريخ
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2258 - الإثنين 10 نوفمبر 2008م الموافق 11 ذي القعدة 1429هـ