العدد 2258 - الإثنين 10 نوفمبر 2008م الموافق 11 ذي القعدة 1429هـ

حملة التدخين... البحرين والسعودية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

نشرت الصحافة أمس الأول خبرا مفاده «أن السعودية تصرف أكثر من 8 مليارات ريال سنويا على علاج المصابين بالأمراض الناتجة عن التدخين»، بحسب ما أعلنت عنه الجمعية الخيرية للتوعية من أضرار التدخين والمخدرات في مكة المكرمة.

وفي السياق نفسه نشرت الصحافة خبرا آخر يقول «أعلن وزير الصحة السعودي حمد المانع أن مجموعة MBC رفضت عقود إعلانات مع شركات تبغ قيمتها 500 مليون ريال، مشيرا إلى أن قنوات المجموعة ستتكاتف مع الوزارة في حملتها لمكافحة التدخين داعيا القنوات الفضائية الأخرى إلى إيقاف الحملات الإعلانية لشركات التبغ».

حملة السعودية في مكافحة التدخين هي حملة ضخمة ومنظمة، إذ كنت قد أشرت في مقال سابق إلى الدعوى القضائية التي وجهتها وزارة الصحة ضد وكلاء شركات التبغ في السعودية ومطالبتهم بدفع 10 مليارات ريال نتيجة خسائر علاج المدخنين التي تتحملها الوزارة.

هذه الدعوى تُعَدُّ الأولى من نوعها على مستوى الخليج والمنطقة العربية وهي خطوة حضارية بلا شك تتواكب مع الحملة الدولية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية منذ عام ونصف العام ضد التدخين، وخاصة أن هذا التوجه جاء نتيجة الخسائر التي كلفت دول العالم لعلاج مرضى مصابين بأمراض ذات صلة بالتدخين.

وزارة الصحة في البحرين مع جمعية مكافحة التدخين قاما بجهود ملموسة ومشكورة في حملة مكافحة التدخين ولاسيما المجمعات التجارية الكبرى في ضاحية السيف التي نجحت رغم بعض حالات الشواذ التي تبدر من بعض المواطنين وحتى من بعض الزوار الخليجيين مثل الإخوة السعوديين الذين يصر بعضهم على التدخين أمام مرأى الجميع رغم إعلانات المنع وتحذيرات رجال أمن المجمعات.

الغريب أن حملة السعودية ضد التدخين التي تسعى وزارة الصحة هناك إلى نشر التوعية بمضار التدخين واستهلاكه لتكون أقل دول الخليج استخداما للتبغ في غضون ثلاثة أعوام... يبدو ومن ملاحظاتنا من تصرفات الزوار والسياح السعوديين إلى مجمعات البحرين أن أثر هذه الحملة لم يصل صداها بعد إلى جميع فئات المجتمع السعودي بمختلف أعمارهم بما في ذلك النساء والفتيات اللواتي يصررن على التدخين داخل حمامات المجمعات التي لا يبدو أنها تتمتع بكاشف لرائحة دخان ونساء أمن يضبطن المخالفات.

أما موقف مجموعة MBC فهو جيد وينصب للصالح العام ليس فقط في السعودية، بل في العالم العربي لأنها قناة يشاهدها جميع العرب من المحيط إلى الخليج وتبنّيها هذا الموقف قد يسهم في نشر الوعي بمضار التدخين على المدى البعيد... وهو موقف نأمل أن تقتدي به قنوات أخرى بما فيه تشديد الرقابة على المجلات المحلية الناطقة بالانجليزية التي مازال يصر ناشروها على نشر إعلانات للتبغ في صفحاتها، متحدّين بذلك قرارات وزارة الصحة وحملة التدخين داخل البحرين

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2258 - الإثنين 10 نوفمبر 2008م الموافق 11 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً