انعقد في قطر بين 7 و11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري «مؤتمر الدوحة الدولي للشباب» ويناقش على مدار جلساته كيفية تطوير وتنفيذ ومراقبة وتقييم الاستراتيجيات الوطنية للشباب من خلال مجموعة من أوراق العمل، ويشارك فى المؤتمر نحو 120 ضيفا من الشباب وممثلي منظمات المجتمع المدني من 50 دولة من مختلف أنحاء العالم منها 12 دولة عربية وهي مصر، المغرب، ليبيا، الجزائر، السودان، الصومال، الأردن، اليمن، العراق، عمان، البحرين وسورية.

وشارك ممثل عن الأمم المتحدة بورقة رئيسية حول الدروس المستفادة من السياسات الشبابية، وطرحت نماذج من تجارب دول أخرى بما فيها البحرين. وبحسب التصريحات الصحافية المنشورة في قطر، فإن المتحدث عن البحرين عبدالرحمن خميس الرميحي قال: «إن السياسة الشبابية في مملكة البحرين بدأت 2003 ، ولكنها توقفت لمدة سنتين، والآن يجري العمل لإعادتها والعمل بها من جديد، ولدينا برلمان شبابي، وسيتم تطوير العمل الشبابي والرفع من مستواه».

ومن الواضح أن البحرين التي أكملت استراتيجية الشباب، بمساعدة الأمم المتحدة قبل خمس سنوات عطّلتها من دون سابق إنذار، ولأسباب لا يمكن أن يقبلها من يحب وطنه. كما ان البحرين كانت سبّاقة إلى فكرة «برلمان الشباب»، وأيضا تم تعطيل وتأخير تنفيذ الفكرة لحد الآن، وهذا موضوع تكرر الحديث عنه كثيرا، والذين عطلوا برامج الشباب البحريني لا يهمهم ما يقال عنهم، فلنقل نحن ما نشاء وهم سينفذون وسيفعلون ما يشاءون.

كثير يتساءلون عن السبب في اتجاه شباب في مقتبل العمر نحو النشاط الراديكالي، ولكن قليل هم الذين يتساءلون عن السبب في تعطيل الاستراتيجية الوطنية للشباب التي أعدتها الدولة بمساعدة الأمم المتحدة قبل أن تفكر أي دولة في الخليج بذلك. وأتوقع أن البعض الآن قد يقوم بعمل مستعجل لتنفيذ ما كانت البحرين سبّاقة إليه، فقط لأن هناك حاليا من هم أكثر جدية في التوجه نحو الشباب باستراتيجية متكاملة.

إن البحرين سبّاقة بالأفكار، ولكن غيرنا أسرع منا في تنفيذ الأفكار، بل وفي الحصول على النتائج الإيجابية المرجوة من مثل هذه الأفكار. أما نحن فإننا نتقدم خطوة، ومن ثم يرجعنا البعض رغم أنفنا عن تلك الخطوة، بل إن هذا البعض يطالب بإرجاع الممارسات السلطوية لإخماد الشباب وغير الشباب... وهناك فرق كبير بين من يتوجه لإخماد الطاقات وبين من يتوجه لاكتشاف الطاقات الكامنة