العدد 1723 - الجمعة 25 مايو 2007م الموافق 08 جمادى الأولى 1428هـ

قاسم: نزع فتيل «المحاكمة» خطوة موفقة من جلالة الملك

فيما حذر الجودر من الاستغلال الطائفي للشباب

أكد خطيب الجمعة بجامع الإمام الصادق في الدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس أن جلالة الملك تدارك وضعا قد يكون سيئا بنزعه فتيل المحاكمة المعروفة، وأدان القوة المفرطة التي استخدمتها قوات الأمن ضد التجمع السلمي في النويدرات، كما أدان حرق سيارة الشرطة معتبرا إياه عملا مرفوضا.

من جهة أخرى، ركز خطيب الجمعة بجامع طارق بن زياد بالمحرق الشيخ صلاح الجودر على الفتن التي تطال الشباب وتحيدهم عن المنهج العام لتبث فيهم روح التفرقة.

ففي جامع الإمام الصادق بالدراز قال الشيخ عيسى قاسم: «كان نزع فتيل أزمة المحاكمة المعروفة من ملك البلاد خطوة موفقة، وقد تداركت وضعا سيئا يمكن أن يترتب على المحاكمة، وهي خطوة مشكورة ومقدرة».

وأضاف قاسم «من جهة أخرى فإن العنف الذي تمثل في تفريق التجمع السلمي في النويدرات بلا سابق إنذار مع استخدام المسيلات والمطاط بكثافة عمل مدان، وإذا أدين مثل هذا العمل من قبل الدولة، فيجب أن يكون أشد إدانة حين يصدر من الدولة التي ترفع شعار القانون، ومع هذه الإدانة ندين حرق سيارة الشرطة، ونعتبره أسلوبا مرفوضا كل الرفض، والرفض هنا ليس ذوقيا إنما هو رفض شرعي، فهذا الحرق لا يوافق الحكم الشرعي الواضح».

وأشار قاسم في طيات خطبته إلى أن الكلمة قنبلة حارقة، والكلمة الحارقة قد تصدر من الحكومة، وقد تصدر من الساحة العامة، والكلمة الحارقة إذا صدرت من أي طرف فهي كلمة مرفوضة... الكلمة تغرق أو تنقذ، تغرق مجتمعا وأمة وتنقذ مجتمعا وأمة، والبلد قد تكون على حافة الحرب فتنقذها الكلمة، والبلد قد تكون على مسافة بعيدة من الحرب فتشعلها كلمة. نعم هي تشعل حربا استنزافية طويلة المدى. الكلمة تثير الفتنة أو تقطع الطريق عليها، تفتح باب الظن السيئ أو تغلقه، تهدم الثقة أو تبنيها، الكل مسئول عن الكلمة التي تصدر منه.

وقال:»سحب قضية المحاكمة وإلغاؤها موقف، وهذا الموقف هدأ، وهذا الموقف وقى شرا، وهذا الموقف هيأ للتفاهم، ويمكن أن يأتي موقف آخر يلهب الساحة كلها ويدخلها في الأتون الحارق، ومرت مواقف أشعلت الساحة وكاد اشتعال الساحة أن يعم حتى يأتي عليها. والحل هو مصالحة وطنية واضحة تفعل ما عطل من المصالحة الأولى، وتعالج ما مثل خروجا عليها وكذلك قصورها».

التصرف في تراب الوطن يحتاج توقيع الشعب

وأضاف قاسم «من جهة أخرى نقدر موقف المجلس النيابي في رفضه أي تعاون وأي إسناد من أي نوع مع العدو الأميركي الذي يعتزم شن حرب على بلد مسلم جار حقه ثابت على الجميع. وكان له موقف آخر مع ما يسمى بالفشوت وهو موقف كل الشعب، فالأرض عزيزة، والشبر فيها مطلوب للعشرات إن لم يكن للمئات، والثروة في البحرين شحيحة، وحبة الرمل ملك لكل أجيال الشعب والتصرف في حبة تراب من تراب الوطن يحتاج إلى توقيع من كل هذا الشعب. وما دامت الدولة اختارت المؤسسة النيابية فلا بد أن تصبر على الحقوق الدستورية المرتبة على هذه المؤسسة».

الإسلام... ظاهري وحقيقي

وكان قاسم قد بدأ خطبته بقوله: «نبدأ بموضوع (الإسلام والمسلون وحدة وتعددية)، وننطلق من عنوان الإسلام مراتب، نعم الإسلام مراتب ومضمار السباق مفتوح وهو سباق إلى الله، إلى رحمته، كرامته... الإسلام ظاهري وحقيقي، وأدنى المراتب في الإسلام هو الإسلام الظاهري، ولو نظرنا إلى واقع الأمر فهو إسلام بنحو المجاز، فالمعني أن الإسلام في ظاهره وواقعه منقسم إلى ظاهري وواقعي».

وأضاف أن مرتبة الإسلام الظاهري، تكسب صاحبها عضوية المجتمع المسلم، وتكفل له احترام ماله وعرضه وتوفر له حماية الدولة الإسلامية، وتكفل له حق الضمان الاجتماعي. والمرتبة الأخرى هي الإسلام الحقيقي، وهو الإسلام المنقذ عند الله تعالى، وهو ما كان إقرار بالجنان، واعتراف بالقلب وعمل بالأركان، وهذا الإسلام على درجات لا يعلمها إلا الله. والإسلام الخالص هو إسلام الدرجة العليا، إسلام رسول الله (ص) وعلي وفاطمة والأئمة الطاهرين، هو إسلام بلا قصور ولا تقصير. أما الإسلام في درجاته العادية فقد يجامعه الجهل البسيط، وكلنا يجهل بالكثير الكثير من قضايا الإسلام ومفاهيمه ورؤاه.

وقال: «هناك جهل مركب، وهو أن يجهل الإنسان القضية من الإسلام، والعلم غير المطابق للواقع، ويتراءى له أنه يعلم وهو لا يعلم، وحتى المجتهدون الكبار لا يسلمون من جهل مركب في استنباط الأحكام، وإلا لاتفقت آراؤهم على المسألة الواحدة».

العصفور يدعو لعدم الاستسلام لتحديات الفساد

عالي - صادق الحلواجي

دعا خطيب جامع عالي الشيخ ناصر العصفور في خطبته لصلاة الجمعة يوم أمس إلى ضرورة الوقوف أمام تحديات الفساد بكل أوجهه وعدم الاستسلام والانصياع لما يتضمنه خلافا للدين والعقيدة، مشددا على أهمية السعي بقدر المستطاع في سبيل الإرشاد والهداية والعمل على إصلاح المجتمع. وأوضح العصفور أن «المجتمعات الغربية التي كانت تعرف بالانفتاح في العلاقات بين الجنسين، وكذلك الانحرافات الأخلاقية المتمثلة في ارتكاب المحرمات والكبائر كافة؛ أصبحت تعي معنى العفة والقناعة للنفس والابتعاد عن كل ذلك، لما يشكله من خطر بالغ على المجتمعات والعلاقات القائمة فيها، إذ تزايدت في تلك المجتمعات في الوقت ذاته الدعوة إلى العفة والفطرة المحترمة، وخصوصا أنها أحست بالأمن والحياة السليمة في ظل الابتعاد عن الفساد واحتوائه». ولفت العصفور إلى أن «مجتمعاتنا الإسلامية التي توصف بأنها محافظة على العادات والتقاليد والإسلام والمعتقدات السليمة، بات الأمر على العكس لديها، إذ اتضح أن حالات التبرج والانحراف وانعدام العفة في ازدياد مطرد، وأنه من السهل رصدها في المجمعات والأسواق وغيرها، وخصوصا أنها أصبحت تحاكي الغرب في كل الأمور المنافية للعفة». وأشار العصفور إلى أن «العفة هي منبع كل فضيلة وعمل صالح، وأنها تهدف إلى تحصين النفس عن كل ما يدنسها من أعمال محرمة.

الجودر: الشباب هم ضحية التأجيج الطائفي

وفي خطبته بجامع طارق بن زياد بالمحرق أمس أشار الشيخ صلاح الجودر الى أنه لا يخفى على أحد ما تتعرض له المنطقة من تأجيج وشحن طائفي، وأن الشريحة الكبرى التي تتعرض لهذا التأجيج والشحن هي شريحة الشباب، والتي تتم برمجتها وفرزها طائفيا، هذا سني وهذا شيعي، ومن ثم استغلالهم في أعمال خارجة عن أعراف الناس وعاداتهم، وإن ذلك التأثير الذي نشاهده اليوم في وجوه الشباب إنما هو عائد إلى عدة مصادر، أصحاب السوء والأشرطة والرسائل والقنوات الفضائية والمنتديات الالكترونية جميعها تغذي روح الخصومة والعداء والصدام لدى الشباب، وتتسع دائرتها كذلك في أوقات الفراغ وأيام الإجازات».

وقال الجودر: «لنا في هذا الحديث وقفتان، أما الأولى فقد قامت وزارة التربية والتعليم مشكورة بإدراج أسئلة ضمن امتحانات العام عن الطائفية ومفهومها، من أجل معرفة مدى تأثيرها على الطلبة، ومدى معرفة الطلبة بخطورتها، وهذه بادرة طيبة حينما تشارك وزارة التربية والتعليم في معالجة ظاهرة الطائفية، وهذه الخطوة على الطريق الصحيح، وإن كان أملنا كبيرا في العام المقبل بأن تخصص وزارة التربية والتعليم حصصا كاملة يحاضر فيها متخصصون عن مفهوم الوحدة والتعايش الأهلي والاجتماعي ونبذ الخلاف والاصطفاف الطائفي».

الانشغال بالتطوع يحمي من الطيش

أما في الوقفة الثانية في خطبته فقد تطرق إلى مبادرة محافظة المحرق بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بإقامة لقاء من أجل تحصين الشباب وحمايتهم من الضياع، وقال انه كان لقاء مثمرا مفيدا حضره نخبة من أولياء أمور الطلبة من أجل تدارس قضية (الأبناء) وكيفية الاستفادة من الإجازة بما يصب في مصلحة الوطن، وبما أن هذه الدعوة جاءت من جهتين رسميتين فإن الدعوة في ذاتها أشمل وأكبر من أجل النتائج المرجوة، قائمة على الشراكة المجتمعية، بين الجمعيات والصناديق والهيئات لإدماج الشباب في المراكز الشبابية والصيفية، فالشباب إن لم ينشغل في مشروعات الخير والتطوع والإنتاج المثمر للوطن، نهبته الأفكار الطائشة. فلئن تطلعت الأمة لإصلاح حالها يجب عليها أولا إصلاح ناشئتها وشبابها من خلال تربيتهم وتعليمهم بالعلم النافع والعمل الصالح.

العدد 1723 - الجمعة 25 مايو 2007م الموافق 08 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً