العدد 1722 - الخميس 24 مايو 2007م الموافق 07 جمادى الأولى 1428هـ

أسد عليّ وفي الحروب نعامة!

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

ما يجري في شمال لبنان وفي بيروت هذه الأيام يعتبر مأساة بمعنى الكلمة، فواحد وثلاثون جنديا حكوميا، و22 عنصرا على الأقل في الجماعة الفلسطينية المتشددة (فتح الإسلام)، و19 مدنيا قتلوا من أجل ماذا؟ لا أحد يعلم بالضبط. المشكلة بدأت بسيطة وفقا لمزاعم الجيش اللبناني الذي اتهم المجموعة بالسطو على مصرف محلي بينما نفت الأخيرة (فتح الإسلام) هذه التهمة. وكان بالإمكان احتواء المسألة من قبل الشرطة لأنها قضية جنائية وليس حلها بقصف الدبابات والقنابل. كشفت هذه الأزمة هشاشة الأمن وضعف الجيش الذي كان له نصيب الأسد في الخسائر وتوحي بوجود احتقان مزمن من ورائه تحرشات أجنبية بهذه الفصائل الفلسطينية التي، وفقا لمزاعم قادتها أنشئت لتعنى بالجهاد ضد «إسرائيل»، ولكنها «اضطرت» اليوم لتدافع عن نفسها في المنفى بتفجير الذين آووها. وفي المقابل يؤخذ عليه قصفه العشوائي للمدنيين واتهام القادة السياسيين لسورية بدعم «فتح الإسلام» على رغم أن دمشق تطاردهم. ويؤكد هذا أيضا وجود أياد خبيثة تحرك أولئك الساسة للبقاء على شقة الخلاف بينهم وسورية. والدليل على ذلك التصريحات المتسارعة الصادرة من البيت الأبيض ورئاسة الاتحاد الأوروبي وحتى الجامعة العربية الداعية إلى نزع سلاح المقاومة والقضاء على «فتح الإسلام». إن العدو المشترك للجيش اللبناني والفصائل الفلسطينية هو «إسرائيل»، فلماذا يتقاتلون مع بعضهم بعضا. وأين هم عندما شنت «إسرائيل» حربها المدمرة على لبنان الصيف الماضي. أليس ينطبق عليهم بيت الشعر: «أسد علي وفي الحروب نعامة، فتخاء تجفل من صفير الصافر».

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1722 - الخميس 24 مايو 2007م الموافق 07 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً