تصفيق حار للهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية على الدقة المتناهية في تطبيق مكرمة جلالة الملك بشأن جعل الحد الأدنى للراتب التقاعدي 180 دينارا، بل تصفيق يصم الآذان ويقتلع الجدران، ووقفة إجلال واحترام للقائمين على الهيئة فقد أحسنوا وأبدعوا في الآلية التي يجعلوا منها البائس الفقير الذي لا يتعدى راتبه التقاعدي 150 دينارا يخرج من المولد بلا حمص!
إحدى الطرق التي تم تنفيذ المكرمة بها هي اقتطاع مبلغ 30 دينارا من علاوات المستحقين الذين يحصلون على راتب 150 دينارا، وإضافتها إلى الراتب الأساسي، ليصبح وفق المكرمة 180 دينارا، وبذلك يتسلم البؤساء 180 دينارا راتبا أساسيا، وتقل علاواتهم الأخرى 30 دينارا، والمحصلة أنهم يتسلمون الراتب نفسه الذي يتسلمونه قبل صدور المكرمة وما تغير هو التفصيل الذي تحمله قسيمة الراتب فقط!
ألا يستحق هذا الالتفاف على قرار الملك تصفيقا حارا لعباقرة التأمينات الذين عصروا عقولهم فأنتجوا آلية تحرم أكثر المواطنين حاجة وعوزا من 30 دينارا (فقط)، عقدوا عليها آمالا كبيرة في تغيير جزء يسير من حياتهم التي أنهكها الفقر والعوز؟!
صدق القائلون قديما «خذ من عنده وعايده»! فكل ما فعلته «التأمينات» أنها أخذت من الكيس الأيمن مبلغ المكرمة ووضعته في الكيس الأيسر! والضحكة هذه المرة ليست على ذقون عموم الناس، بل على ذقون البؤساء المعدمين الذين يغير الدينار الواحد في حياتهم الكثير!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ