لن نستغرب كثيرا ونحن نسمع عن صفقات للبيع تجرى في البر والبحر وصولا إلى أساليب سئمنا من ذكرها على الدوام زادتها ممارسات عنفية غير مبررة ضد فعالية سلمية حتى إن كانت غير مرخصة.
إن طريقة استخدام الصلاحيات القانونية لها ألف طريقة وطريقة، لكن أن يتم استخدام أقصاها التي تعرض الآخرين الى الخطر وتترك خلفها ضحايا وردات فعل تؤدي إلى مزيد من التعقيد على مستوى الشارع البحريني فهو أمر بحاجة إلى وقفات طويلة ومناقشات واسعة.
لقد مل المواطنون من الممارسات العنفية مثلما ملوا تفاقم الجشع في بلد لا يحفظ جزره وبحره بمعناه الحقيقي وليس الشكلي الذي يجمل البحرين على الدوام كما هو الحال في مانشيتات صحف مخلفات أمن الدولة، التي كما ذكر لي أحد مسئولي التحرير على إحداها باعتراف علني ولحظة صدق طلت عليه في تلك الجلسة الرسمية «إننا لو صدقنا ما ننشره في صحيفتنا على مدى هذه السنوات الطويلة لكانت بلدنا في مصاف الدول المتقدمة، لكن مصلحتنا تحتم علينا عدم قول الحقيقة»!.
هذا الكلام صدر قبل شهر تقريبا وهانحن نعيش حاليا أسابيع من الكذب والعبثية في بلد يدعي أنه مثالي ومنصف، لكن أوراق الحقيقة بدأت تنكشف مع قضية فشت «الجارم» وربما فشوت وجزر أخرى لا ندري عنها لولا التكنولوجيا الحديثة التي فضحت ما يجري، وليس هذا فحسب بل إنها بدأت تحصد من جراء ذلك مكاسب حق الموئل الدولية، بينما نحن المواطنين نحظى بمساحات صغيرة من سواحل ملوثة بما فيها من حظائر الصيد المحددة.
بمعنى آخر، المواطن لا ساحل له ولا أرض ولا زرع ولا بستان، فجميعها مملوكة بعبارة حفظها الجميع «ملك خاص/ممنوع الدخول» منتشرة في كل بقعة من أرجاء البحرين، وربما يُِستمّلك المواطن الانسان مستقبلا... فكل شيء جائز إن زاد الطمع!
إن توافق النواب بالإجماع على موقف وطني موحد بشأن الفشوت في البحرين يستحق وقفة تحية لنوابنا الافاضل الذين اتحدوا أخيرا على قضية لا تفرقهم على هم وطني كبير، ونرجو أن لا يتفرقوا مهما يكن الثمن, لأن وقفتهم قد ترسم لنا شكلا آخر للبحرين كون أن قضية الفشوت والجزر والبر والبحر والسمك والروبيان هي الآن قضايا مصيرية تقع على عاتقهم وذمتهم الوطنية، وخصوصا أن ترك مثل هكذا قضايا أو المساومة على مسألة شطبها ستكون لها عواقب وطنية وشعبية وخيمة، لأن الشارع بشتى أطيافه لن يرحمهم ـ كما هو التاريخ ـ إن غطوا على الحقيقة من أجل تحقيق مكاسب شخصية... فالرأفة الرأفة بحق المواطن في بيئته, و»ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ