العدد 1719 - الإثنين 21 مايو 2007م الموافق 04 جمادى الأولى 1428هـ

إلى متى؟!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

التجاوزات التي تشهدها ملاعبنا الوطنية لا ندري إلى متى ستستمر في هذا التواصل المتسلسل، والباعث على الأسى في ظل ما تشهده الدول المجاورة لنا من تقدم ورقي رياضي تجاوز بكثير الترهات التي ما زلنا نتشاجر عليها.

التجاوزات والشغب والاعتداء على الحكام كلها أمور ليس لها أية علاقة بالمنافسات الرياضية التي تتميز في العادة بالروح العالية والتنافس الشريف، باعتبار أنها عنوان للتواصل والالتقاء أكثر من منها للتضاد والمواجهة.

ثقافة الفوز والخسارة مازالت غائبة لدى الكثيرين من المرتبطين بالرياضة المحلية، إذ إن غيابها لم يعد مقتصرا على الجمهور بل تعداه إلى اللاعبين والإداريين وحتى المدربين.

المشكلة أن لدينا فرقا تؤمن فقط بمبدأ الفوز، وهذا ينطبق على جميع الألعاب، وبالتالي فإن الخسارة التي هي جزء أساسي من الرياضة ليس لها أي مكان في قاموسها، ما يدفعها إلى القيام بردات فعل غير منطقية وغير عقلانية.

ردات الفعل هذه وصلت من الغرابة إلى تصرفات غير معقولة تبعث على الضحك كما تبعث في الوقت نفسه على الكثير من الأسى.

المصيبة لدينا أن الكثيرين يعتقدون أن الحكام جزء دخيل على الرياضة، بينما هم جزء أصيل منها، وبالتالي فهم قد يكونون سبب الخسارة أو سبب جميع المشكلات في الملعب في اعتقاد هذه الفئة التي تنظر إليهم كمدانين لا مجال لديهم لإثبات براءتهم!

أخطاء الحكام وفي جميع المنافسات الرياضية أخطاء عادية ومنطقية، ويمكن أن تحدث هذه الأخطاء في الملاعب العالمية كما تحدث في ملاعبنا المحلية بل قد تتجاوزها أحيانا، فالحكم الإنجليزي العالمي جراهام بول أخرج البطاقة الصفراء للاعب كرواتي في مباراة منتخب بلاده أمام أستراليا 3 مرات قبل أن يقوم بطرده، وذلك في مفارقة قد لا تتكرر إلا مرة واحدة كل 50 سنة أو أكثر. جراهام بول فعل ذلك في بطولة كأس العالم وليس في أية بطولة أخرى!

ما نحتاجه هو وقفة حقيقية مع النفس من قبل جميع المرتبطين بالرياضة المحلية حتى ننقذ ملاعبنا من الترهات التي تحدث فيها والتي تتسبب في تجاذبات ومشكلات لا نهاية لها، وأول ما يجب أن نفعله أن نجعل الجميع يؤمن بمبدأ الفوز والخسارة، وأن المنافسات الرياضية هي وسيلة للالتقاء والتواصل والتقارب وليست مكانا للشجار والمعارك.

يا جون يا فتاي

جون وفتاي يغيبان عن المنتخب الأولمبي، واتحاد القدم يقول إن المدرب البوسني لم يقم باختيارهما، في الوقت الذي يؤكد فيه المدرب حاجته لهما ما يظهر مقدار التناقض الحاصل!

الاتحاد الآسيوي أوقف اللاعبين وفي خطاب رسمي بذلك، واتحاد القدم ينفي الواقعة ويؤكد أن تجنيس اللاعبين كان قانونيا.

تزامن غياب اللاعبين ومشاركتهما يؤكد أن لا أسباب فنية وراء استبعادهما وإنما أسباب إدارية ناتجة عن عملية التجنيس الفوضوية لهما، وإلا لماذا يتم استدعاؤهما معا واستبعادهما معا كذلك؟!

هل يرتفع مستواهما وينخفض بصورة متزامنة أم ماذا؟!

نتمنى من المدرب كريسو أن يختار أحد اللاعبين في المرة القادمة وليس كليهما، يا فتاي يا جون!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 1719 - الإثنين 21 مايو 2007م الموافق 04 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً