تواصلت المعارك العنيفة بالمدفعية أمس بين الجيش اللبناني ومتمردين من تنظيم «فتح الإسلام» الفلسطيني في محيط مخيم نهر البارد. وتبادل الجنود اللبنانيون الذين أحكموا الطوق على المخيم منذ أمس الأول، ومقاتلي «فتح الإسلام» المتحصنين فيه، قصفا كثيفا بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الخفيفة. في هذه الأثناء، يتواصل القتال بين الأشقاء من حركتي «فتح» و»حماس» في الأراضي المحتلة من دون سبب واضح يعطي مبررا فعليا لما يحدث.
وكأن الأمر يسري في العروق؛ تعاملت حركة «فتح الإسلام» مع ما قد يكون «تحرشا» من الجيش اللبناني وكأنه صراع داخلي شبيه بالذي يحدث في الأراضي المحتلة، مغفلة أنها في الأساس ضيف على لبنان. وعليها أن تحترم مضيفها لا أن تتغطرس وتسبب المشكلة؛ لأنها في النهاية الخاسر الوحيد.
فبعد أن كان حزب الله يدعمها ويدعم المقاومة في فلسطين، فمن المتوقع أن تتغير سياسته تجاه المقاومين - وخصوصا «فتح الإسلام» - المقيمين على الأراضي اللبنانية، وذلك لعدم احترامهم للمضيف وتأزيم للوضع الداخلي الذي لا يزال متقلبا سياسيا، بينما يقف كل من الحكومة والمعارضة موقف الصخور في انتظار السيل.
فبدلا من أن يتسبب إخوتنا الفلسطينيون في مشكلات جديدة في لبنان من المفترض أن يلتزموا بقواعد وفروض هذا البلد حتى وإن أجبرهم على المغادرة ففي الأول والآخر يبقى هذا بلدهم.
والاشتباكات التي جرت قللت من قوة المعارضة اللبنانية (الممثلة غالبيتها من حزب الله) التي كانت تدافع عنا وتحاول إعادة حقها المسلوب في الأراضي المحتلة.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1719 - الإثنين 21 مايو 2007م الموافق 04 جمادى الأولى 1428هـ