في أحد المحاور التي تطرق إليها الملتقى الاقليمي بشأن تعزيز المشاركة السياسية للمرأة العربية الذي نظمته شبكة المرأة الكويتية على مدار يومين ( 15-16) من الشهر الجاري في العاصمة الكويتية تحدثت المشاركات عن أن عملية الانتخابات هي فقط مظهر من مظاهر الديمقراطية إلا أن ممارساتها على أرض الواقع العربي ليست سوى مظهر من مظاهر الشكلية الساعية من أجل تحسين صورة الأنظمة العربية أمام المجتمع الدولي.
إذ إنه حتى لو وصلت النساء إلى قبة البرلمان فهي شكلية لأن الأنظمة الموجودة في المنطقة هي أنظمة غير ديمقراطية بمعناها الصحيح وهو ما يدعو إلى أهمية خلق تكتلات نسائية ضاغطة في كلا الجانبين السياسي والاقتصادي حتى تستطيع المرأة فرض نفسها بقوة وذلك من خلال وضع الآليات المدروسة لكسب الأصوات، خصوصا أن مشاركة المرأة في العمل البرلماني بدأت تقل في السنوات الأخيرة في بلدان مثل مصر والجزائر وأخرى تستبعدها لأسباب طائفية وقبلية ومصالح سياسية كالبحرين والكويت على سبيل المثال.
وهو ما يشير إلى أن التحولات الاجتماعية والمؤثرات التي تتعرض إليها المجتمعات العربية بما فيها غياب لغة الخطاب الديني المستنير واستبداله بآخر متشدد قد بدأ يؤثر بصورة مباشرة على حصيلة النضال الذي سعت إليه المرأة العربية منذ زمن طويل وذلك من أجل المشاركة في العمل السياسي حالها حال الرجل ليس في هذا المجال بل في شتى المجالات وهي تتفاوت من بلد عربي إلى آخر.
وهذا الأمر أشارت إليه القانونية والأكاديمية الجزائرية مليكة بن عودة واتفقت معها الناشطة المصرية المعروفة منى مكرم عبيد اللتين أكدتا على تضاؤل نسبة مشاركة المرأة في العمل السياسي والبرلماني في السنوات الأخيرة في كل من مصر والجزائر وهو ما يعد تراجعا سلبيا لدور المرأة في هذا الجانب.
الكويتية نورية الرومي قالت في مداخلتها: «ينقصنا مشروع عربي موحد للمرأة نفتح فيه حلقات تواصل وتضافر جهود ينتج عنها تنظيم نسائي موحد إلى عدم ممارسة الإرهاب على المرأة في تحديد اختياراتها، الذي هو أيضا يشكل ضغطا عليها فهناك خلط ما بين الدين والسياسة الذي يسيطر عليه عامل الخوف، كالذي حدث مع تجربة الكويت الأولى في الانتخابات».
الناشطة اليمنية أمل الباشا ذكرت « بصفتي من المعارضة لم أظهر على وسائل الإعلام المرئي الرسمي في بلدي، بينما ظهرت بكثرة عبر وسائل الإعلام الخارجية وهذا أيضا موقف من الحكومة».
أما السعودية هتون الفاسي فقد شددت على« أهمية أن تكون هناك مرجعية دينية نسوية لمواجهة المرجعيات الذكورية خصوصا فيما يطرح من أطروحات عند الفكر السلفي ضد المرأة».
المشاركات اتفقن على أن وصول المرأة من خلال العملية الانتخابية إلى قبة البرلمان يحتاج إلى وضع آليات مدروسة لا تخلط بين الدين والسياسة وهذا لن يتحقق إلا من خلال التكتل النسائي الضاغط في ظل الوقت الراهن من الخليج إلى المحيط.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1719 - الإثنين 21 مايو 2007م الموافق 04 جمادى الأولى 1428هـ