قلل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، في المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن، من أهمية مبادرة السلام العربية، معربا عن اقتناعه بأن هذه المبادرة محكوم عليها بالفشل.

وقال متقي: «على رغم (النوايا) الطيبة لبعض الدول وبعض الأطراف لحماية حق الفلسطينيين، نعتقد أن كل هذه الخطط ستبوء بالفشل سواء لطبيعتها هي نفسها أو بسبب الأسلوب الذي يتعامل به الطرف الآخر مع الأمر».

ويبدو أن تصريحات متقي لم ترقَ للأمير تركي الفيصل الذي قال: «هذه قضية عربية، هذه قضية فلسطينية يجب أن يتم حلها في سياق عربي - فلسطيني، وللأسف عرض الصراع الفلسطيني نفسه للتدخل الخارجي». وفي المنتدى ذاته، قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز موجها كلامه إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى «إذا كنتم جادين ونحن جادون، دعونا نجلس معا». وأضاف «عليكم أن تدركوا بأنكم لا تستطيعون أن ترسلوا إلينا وثائق وتقولوا: خذوها أو اتركوها. فهذا لا يجوز».

مقارنة سريعة بين المواقف الثلاثة تظهر وجهات نظر مختلفة ينبغي الاستفادة منها. فمتقي نظرته حقيقية واقعية، فالإسرائيليون المحتلون لن يكونوا صادقين مع أي مبادرة من أي طرف كانت. الفيصل يعتبر القضية الفلسطينية عربية، بينما الحقيقة أنها قضية كل المسلمين وينبغي الاستفادة من كل دعم ممكن بعيدا عن المصالح الفردية. أما بيريز فهو مجرد «بائع كلام» متقلب، يسعى للحصول على تطبيع مجاني مع العرب، ويتحدث وكأنه صاحب حق. كفى غفلة وتآمر، ولنعطِ فلسطين حقها وإلا سنظل خانعين إلى الأبد.