حتى الحظور محظورة على أهالي القرى الذين لم يتنفسوا غير نسيم البحر، ولم يستنشقوا غير عبق «الزفر» منذ فتحوا أعينهم على هذه الجزيرة التي لا يعرف لون البحر فيها إلا المتنفذون الذين كلما شربوا من مياهها المالحة ازدادوا عطشا!
إن نجت بعض منافذ البحر من الأسوار التي تناطح السحاب، فإنها لن تنجو من عصي المتنفذين الذين لا يريدون حتى للسمك تحت الماء أن يذهب إلى غير جيوبهم! وقديما قيل عصفور في اليد ولا عشرة في الشجرة، إلا في قاموس أولئك المتنفذين فإن العصافير العشرة التي على الشجرة هي في اليد قبل عصفور اليد! والسمك الذي لا يباع في الماء أيضا فإنه يباع هنا لصالح من لو استطاع بيع الهواء لباعه على الضعفاء!
إذا كانت الجهة المعنية اعتبرت «حظور المالكية» خارج القانون منذ فترة ليست بالوجيزة فماذا يعني أن تبقى تلك الحظور من دون أن يتجرأ المعنيون على تنفيذ القانون بإزالة تلك الحظور عن طريق البحارة الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت فلجأوا إلى البر الذي خاضه أجدادهم فوجدوه أكثر ضيقا من الأرض!
أخشى أن يأتي اليوم الذي تضطر وزارة التربية إلى حذف كل ما يتعلق بالجزر من مناهج الجغرافيا، لأنها لن تستطيع أن تأتي بدليل على أن البحرين جزيرة! أو ربما تنتقل الجزر من مادة الجغرافيا إلى مادة التاريخ!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1717 - السبت 19 مايو 2007م الموافق 02 جمادى الأولى 1428هـ