يصادف 17 مايو/ أيار من كل الذكرى السنوية لتوقيع الاتفاق الدولي الأول للبرق وإنشاء الاتحاد الدولي للاتصالات، والذي يوافق الاحتفال بهذا اليوم العالمي ذكرى إنشائه في 17 مايو 1865، أقدم المنظمات الدولية الموجودة. ومنذ العام 1969 يُحتفل باليوم العالمي للاتصالات. وحددت مرحلة تونس من القمة العالمية لمجتمع المعلومات 17 مايو باعتباره «اليوم العالمي لمجتمع المعلومات». وأيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا في مارس/ آذار 2006. ولذلك قرر مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات، الذي عُقد في أنطاليا (تركيا) في نوفمبر 2006، الاحتفال من الآن فصاعدا بيوم 17 مايو باعتباره اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات. ويطلق الاتحاد الدولي للاتصالات شعاره السنوي هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات تحت عنوان «توصيل الشباب: الفرص التي توفرها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات». وفي كلمته التي وجهها للعالم بهذه المناسبة، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، واضعي السياسات والقياديين في مجال الصناعة بمختلف دول العالم، على إتاحة مزيد من الفرص أمام الشباب للحصول على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقال في هذا الصدد «واذ يشكل الشباب القوة الدافعة وراء الإبداعات والابتكارات المختلفة، فإنني أحث راسمي السياسات وقيادات الصناعة على أن تنعم الفكر معا وأن تعمل على نحو تعاوني مع الأطفال والشباب بغية استنباط تكنولوجيات وتطبيقات وخدمات مناسبة لتيسير النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فالشباب الذين يتيسر لهم النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كثيرا ما ينطلقون بخطى واسعة في سعيهم إلى المعرفة، ويجدون أن في مقدورهم «تخطي» حواجز الاتصال بسهولة بالغة.
والشباب هم، في أحوال كثيرة، القوة الدافعة وراء الابتكار في مجال استنباط التكنولوجيات الجديدة واستعمالها. ولكن الفجوة الرقمية تقصي غيرهم عن هذه الصورة وتجعلهم غير قادرين على الإفادة التامة من منافع العولمة. ويجب أن تتوافر للشباب في كل مكان فرص متكافئة للخروج من براثن الفقر والأمية ولتحقيق إمكاناتهم الكاملة». وفي منطقة الخليج هناك بعض الدول التي أولت موضوع العلاقة بين الشباب والتكنولوجيا بعض الاهتمام ففي سلطنة عمان «قدمت الشركة العمانية للاتصالات بداية هذا العام أهم مشروع على مستوى الشرق الأوسط يتمثل في خدمة التعلم السهل وذلك بالتعاون مع وزارة القوى العاملة وأكاديمية اتصالات الإماراتية، ومن شأن هذا المشروع أن يعمل على توسيع آفاق التعلم الالكتروني - وخصوصا لشريحة الشباب وهو الهدف نفسه الذي يسعى إليه اليوم العالمي للاتصالات - والاعتماد على ما تقدمه التقنية وتكنولوجيا المعلومات، وخصوصا ان السلطنة تتجه إلى تطبيق مشروع الحكومة الالكترونية على نطاق واسع جدا وفي معظم الدوائر والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية». أما دولة الإمارات فقد جاءت المركز الأول عربيا وفي المركز 29 على المستوى العالمي وفقا لمؤشر الاستعداد الشبكي لهذا العام، متقدمة بذلك على عدد من دول الاتحاد الأوروبي. يأتي هذا التصنيف في الوقت الذي وصل فيه عدد مشتركي الهواتف المتحركة في الدولة إلى 5.8 ملايين مشترك وبنسبة تعد هي الأعلى عالميا إذ وصلت إلى 135 في المئة، كما حققت المؤسسة إنجازا كبيرا بوصول عدد مشتركيها في الجيل الثالث للهواتف المتحركة إلى مليون مشترك، وزاد عدد مستخدمي الانترنت عن مليوني مستخدم بنسبة تتجاوز 60 في المئة. وبالإضافة إلى ذلك فقد كانت دولة الإمارات سباقة في توفير خدمات إدارة الأعمال عبر شبكة الانترنت والهاتف إذ كانت السباقة في تقديم العديد من الخدمات الأمر الذي ساهم في جعلها وجهة للتجارة والاستثمارات العالمية. أما في قطر فتقول الأمين العام للمجلس الأعلى للاتصالات حصة الجابر «وبالنسبة لنا في دولة قطر فلدينا سبب خاص لهذا الاحتفال، «إن التزام المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدعم التعليم واضح للعيان وقد أدت مبادرة تطوير التعليم العام والعالي إلى جعل تجربتنا التعليمية متفردة على مستوى المنطقة، وربما على مستوى العالم. ولم يتأت لأحد سعة الأفق لاقامة مدينة تعليمية متكاملة للنهوض بالتعليم العالي».
وأشارت حصة الجابر «اننا فخورون بالإبداع في التعليم والابتكار وحرية الفكر التي تزخر بها مؤسساتنا التعليمية. وبالتعاون بين المجلس الأعلى للاتصالات والمجلس الأعلى للتعليم فاننا قمنا بجلب أفضل تطبيقات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتعميق وسائل التقنيات الحديثة في التعليم. وذلك من خلال مشروعات متفردة مثل الحقيبة الالكترونية وهي مشروع تجريبي تم من خلاله منح كل طالب جهاز كمبيوتر محمول يمكن التلاميذ من التعلم بمفردهم، كما يكسبهم القدرة على الإبداع، بجانب مشروع البوابة العالمية الذي يقدم خدمات جليلة للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور في ربطهم بالمدرسة ليصبح وسيلة تواصل فعالة تسهم في اثراء العملية التعليمية وتعمق فرص التعليم على مستوى العالم».
ويبقى السؤال أين الشباب البحريني من كل ذلك؟
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1717 - السبت 19 مايو 2007م الموافق 02 جمادى الأولى 1428هـ