أكثر ما أكرهه في حياتي الصحافية الرياضية، الكذب والافتراء على خلق الله، سواء كان إنسانا بسيطا أو «هامورا» كبيرا. وتحويل الصحافة إلى بوق ينعق لحساب أشخاص معينين، أو من أجل غاية مريضة وليس من أجل هدف شريف.
فالصحافة عموما ومنها الصحافة الرياضية خلقت من أجل أهداف أكبر بكثير مما نشاهده حاليا في الصحف الصفراء، التي يسيل منها لعاب لزج «يلحس» جوخ المتنفذين، والذين يبيعون الرياضة والرياضيين من أجل تحقيق أحلام وردية ليس لها علاقة بأرض الواقع!
فمن إيمان مستمد بأن الله حق، ومن حب لهذا الوطن وأهله الخيريين، وضعنا لنا في «الوسط الرياضي» خطا لا نحيد عنه أبدا هو المصلحة العامة بغض النظر عن المصاعب التي قد تواجهنا بعد ذلك!
فعلى سبيل المثال، حينما تصدينا بقوة إلى التجنيس العشوائي في المنتخبات الوطنية وفي نادي المحرق، حاول البعض من المسئولين - بكل الطرق - حجب الأخبار عن «الوسط الرياضي»، إلا أننا لم نلتفت إلى ذلك بل زادنا ذلك إصرارا وعزيمة. وهذا ما حدث لنا مع نادي المحرق، حينما فردنا الصفحات لمشاركته في تصفيات آسيا، ما جعل أحد الصحافيين يسأل: «لماذا تفردون للمحرق وهم يتجاهلونكم؟» متناسيا (هذا الصحافي) ماهية المهنة واحترام المبدأ الذي اختطيناه إلى أنفسنا مهما كانت العواقب... فنحن لا ننتظر«إكرامية» ولا «بخشيشا» من تحت الطاولة ولا هدية ثمينة، ونرفض أن نضع رأسنا في التراب!
وحتى أكون واضحا في حديثي سأتصدى لبعض القضايا التي طرحها «الوسط الرياضي» وحاول أحد الأقلام الصفراء تكذيبها. أولها القضية الأخلاقية التي أصابت مجتمعنا الرياضي في مقتل، هي قضية الاعتداء الجنسي على ابن من أبنائنا الشباب. فبدلا من مساندتنا في التصدي لهذه القضية الأخلاقية، إلا أننا فوجئنا ببعض الأقلام المريضة تكذّب خبرنا لا من أجل الحقيقة ولا من أجل هدف نبيل، ولكن من أجل قلم رخيص!
وحادثة أخرى، حينما ذكر «الوسط الرياضي» بشكل غير مباشر عن العلاقة المتوترة بين رئيس الاتحاد القاري محمد بن همام وبين الاتحاد البحريني لكرة القدم بسبب التجنيس الخاطئ لجون وفتاي وتصريح رئيس الاتحاد لصحيفة «الوطن» القطرية، جاءنا توضيح من اتحاد الكرة يقول إن العلاقة «سمن على عسل أسود» في محاولة لتكذيب الحقيقة من قبل اتحاد الكرة - كعادته - على رغم البراهين التي بين أيدينا والتي تؤكد صحة ما ذكرناه، وسأضرب مثالا بسيطا على ذلك، يتمثل في رفض رئيس الاتحاد الدولي السيد بلاتر زيارة البحرين، لحضور حفل افتتاح المرحلة الثالثة من مشروع الهدف الجاهز منذ أكثر من 4 أشهر، وكنا نتوقع زيارته وهو في طريقه إلى ماليزيا لحضور اجتماعات الاتحاد الآسيوي، إلا أنه لم يحضر بسبب توتر العلاقة بين بن همام واتحاد الكرة البحرينية! وأنا أقول بصدق لاتحاد الكرة: «إن الكذب عمره قصير» فتعاملوا مع الصحافة بصدقية ووضوح!
وأختتم مقالي بمثال آخر على الكذب في الصحافة الرياضية، فحينما نشرنا خبرا في «الوسط الرياضي» عن نية المحرق التعاقد مع اللاعب البرازيلي «رودريغو» الذي يلعب مع الغرافة القطري، قام مدير نادي المحرق بتكذيبه في احدى الصحف بطريقة توحي بعدم صدقية «الوسط الرياضي»، لذلك نقول للأخ (المحترم): «إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم!» فنحن في «الوسط الرياضي» كان لنا اتصال هاتفي مع الشخص الذي قام بزيارة إلى قطر وفاوض اللاعب، وفضلنا عدم ذكر اسمه - في الخبر - احتراما لرغبته!
وأخيرا، أقول إن الرياضة البحرينية لم ولن تكون ملكا لأحد، وإن التاريخ الرياضي سيسجل - بوضوح - أسماء الناس المخلصين الذين ضحوا من أجلها، كما سيسجل أسماء المفسدين الذين أساءوا إليها.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1717 - السبت 19 مايو 2007م الموافق 02 جمادى الأولى 1428هـ