نظمت شبكة المرأة الكويتية بمناسبة الذكرى السنوية لحصول الكويتية على حقوقها السياسية في السادس عشر من مايو/أيّار 2005 ملتقى أقليميا عن تعزيز المشاركة السياسية للمرأة العربية: التحديات والخطوات المستقبلية، وذلك على مدى يومي الثلثاء والأربعاء الماضيين، وجمعت فيه مجموعة كبيرة من الناشطات والنائبات وممن خضن التجربة الانتخابية في المنطقة العربية، بالإضافة إلى الأكاديميات وكبار المحررات والإعلاميات من مختلف الصحف ووسائل الإعلام العربية بما فيها «الوسط».
لقد تركز الحديث في هذا الملتقى الذي اعتمد بالدرجة الأولى على تبادل الخبرات النسائية في مجال المشاركة السياسية من خلال الاستماع إلى تجاربهنّ المختلفة في ورش عمل مركزة استغرقت ساعات وذلك من أجل وضع خطة عمل فعّالة تدعم المرأة في هذا الجانب من أجل مواجهة العقبات التي تواجهها وتمكينها، بما فيه كيفية التعامل مع الإعلام الذي قد يلعب دورا كبيرا في دعمها.
وفي مداخلتي أمام الملتقى للحديث عن محور الإعلام والخطاب الإيجابي لدعم المرأة في الانتخابات أشرت إلى أن الإعلام لم يلعب دورا كبيرا بقدر ما فعله الاتجاهان الديني والسياسي، إذ إن الناخبة البحرينية كانت واقعة إما تحت تأثير الاتجاه الديني أو السياسي وهو ما كشفت عنه تجربتا الانتخابات في عامي 2002 و2006 خلال مرحلة الانفتاح السياسي، بينما لم تطرح أي من قوائم الجمعيات السياسية الإسلامية التوجّه أسماء مترشحات على قوائمها الانتخابية من دون أن تحدد جمعيتان منها مع أو ضد واخرى صرحت بالعلن بانه لا يجوز للمرأة ترشيح نفسها باعتبار أن ذلك حرام، على عكس الجمعيات ذات البعد اليساري والليبرالي التي طرحت في قوائمها أسماء مرشحات تدعمهنّ.
كما أن بعض المترشحات افتقدن مهارات فن الخطابة ونقل المعلومة عبر وسائل الإعلام وهو أمر لايمكن أن تلقنه الآلة الإعلامية بقدر أنها مهارات مكتسبة وخبرة تنم عن وعي كامل بما يدور على الساحة، إن لقلة الوعي وضعف إمكانات بعض المترشحات عكس جهلهنّ بالرسالة والغرض الكامن من وراء دخول المعترك السياسي للعمل البرلماني والخدماتي بالنسبة إلى مجالس البلدية.
إن تغطية الصحف كانت إجمالا أفضل من التغطية المرئية على رغم ضعف الخطاب الإعلامي لبعض المترشحات عدا ثلاث منهنّ فقط ممن تعرضن إلى التشهير بسمعتهنّ من خلال ما سمي بـ «حرب» الرسائل النصية المغرضة التي تشكك في انتماءات المترشحة الدينية والسياسية كالذي حدث في الانتخابات الأخيرة في البحرين. وفي هذه النقطة بالذات وصفت الناشطة اليمنية المعروفة أمل الباشا بأن كل مَنْ يدخل في سباق الانتخابات من النساء يظهرن مثل النباتات الشيطانية في وقت الانتخابات لكنهن يختفين فجأة من دون أن نسمع عنهنّ أي شيء وهي حالة موجودة في الدول العربية التي تشهد الانتخابات، وهو ما يعد أحد مظاهر السلوكيات الخاطئة لكون أن مسألة تأهيل المرأة ضعيفة بسبب التنشئة، لذلك فإن مجرد الاعتراف بالحقوق السياسية للمرأة لا يكفي...
من هنا يأتي دور الإعلام وأيضا دور السلطة التي عليها أن تتعلم عملية التنازل ولو 1 في المئة للمرأة وللمعارضة ولاسيما مع تجربة البحرين.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1717 - السبت 19 مايو 2007م الموافق 02 جمادى الأولى 1428هـ