في أحد المحاور التي تطرق إليها مؤتمر «الإعلام الغربي والعربي» الذي نظمته جامعة لندن الاثنين الماضي (14 مايو/ أيار 2007) تحدث المشاركون عن الفرق في وسائل الإعلام بشأن تغطية الحوادث في البلدان العربية لاسيما تلك المرتبطة بالحركات الإسلامية. المحرر الرئيسي في صحيفة «التايمز البريطانية» أشار إلى أن الحركات الإسلامية تمسك بالشارع السياسي في البلدان العربية، ولكنها تنحو منحى إقصائيا للآخرين في حال تسلمت مواقع النفوذ، وأن هذا يتطلب التركيز على نواقص الإسلاميين الذين ينظرون إلى العالم نظرة واحدة فقط ويرفضون وجهات النظر الأخرى.
المحرر في صحيفة «الحياة» حازم صاغية قال إن الثورة الإيرانية كانت هي الوحيدة التي امتلكت كل صفات الثورة الشعبية، تماما كما كانت الثورة الفرنسية قبل أكثر من قرنين... ولكن الفرق هي أن الثورة الإيرانية، وبعكس الثورة الفرنسية، وقفت ضد مفاهيم التحرر والليبرالية ... وان السبب في ذلك هو ان الثورة الإيرانية انطلقت في القرن العشرين ولكن على أساس تجارب قديمة لم تتطور مع الزمن.
الصحافي مارتن ويلاكوت من صحيفة «الغارديان» قال إن الحركات الإسلامية تقود الشارع، وهي متحمسة ومنظمة، وهي تشبه إلى حد بعيد الأحزاب السياسية في أوروبا في القرن التاسع عشر... وحينما كانت تلك الأحزاب في أوج حماسها الايديولوجي كانت ترفض التعامل أو الاعتراف بالآخر، ولكنها مع الزمن وعندما بدأت تضعف وتظهر اتجاهات أخرى آمنت بمبدأ تداول السلطة والتعددية وذلك من أجل الحفاظ على نفسها من الاندثار. وقال إن الأفضل هو إشراك الإسلاميين والانفتاح عليهم بدلا من استعدائهم.
وبشأن هذه النقطة تحدث الصحافي الفلسطيني خالد الحروب الذي قال إن مشاركة الإسلاميين في العملية السياسية من شأنها أن تدفعهم نحو الاعتدال، لأن الحركات الإسلامية تطرح نفسها على أساس طهارتها من النجاسة السياسية، ولكن حينما تدخل العمل السياسي المباشر فإنها تصبح أكثر واقعية، لأنها تتحول إلى تجربة بشرية مثلها مثل غيرها، ويبدأ الناس في التفكير فيما يقدمه الإسلاميون من نتائج على الأرض.
المتحاورون اتفقوا على أن قوة الإسلاميين في أنهم يعارضون فسادا واضحا وفشلا فادحا في التنمية وممارسات ترتكز على شره وحب للإمساك بزمام الأمور حتى لو كان ذلك على حساب الوطن كله... وان قمع السلطات للحركات الإسلامية أعطاهم القدسية التي يحظون بها حاليا، ولذلك فإن الأفضل إفساح المجال لمساحات من حرية التعبير والمشاركة وإدخال الإسلاميين في العملية السياسية بدلا من استعدائهم وإبعادهم، وتكون النتيجة انخراط الشباب المسلم في الحركات المتطرفة والإرهابية.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1717 - السبت 19 مايو 2007م الموافق 02 جمادى الأولى 1428هـ