تعرضت خدمة الهاتف النقال التي تقدمها شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية في البحرين (بتلكو) لعطل منذ الساعة الثانية عشرة والنصف ليل أمس الأول (الجمعة) حتى الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس (السبت) في بعض مناطق البحرين.

وبحسب مدير عام شئون واتصالات الشركة في بتلكو أحمد الجناحي فإن «سبب العطل يعود إلى وجود خلل تعرض له أحد البرامج بعد عملية ناجحة للتحول إلى شبكة الجيل الجديد (NGN)، وذلك ضمن خطط الشركة لتطوير شبكاتها الحالية لضمان توفير أفضل خدمات الاتصالات والمعلومات المتوافرة في العالم لزبائنها».

وكانت بتلكو بدأت حديثا نشر تقنية شبكات الجيل الجديد (NGN) ضمن خطط الشركة الرامية إلى تطوير شبكاتها الحالية بغية تزويد زبائنها بأفضل خدمات الاتصالات والمعلومات المتوافرة حاليا في الأسواق العالمية.

وفي الوقت الذي تعرضت له الهواتف النقالة من خدمة بطاقات آجلة الدفع (GSM) للخلل، قال مواطنون إن خدمة بطاقات مدفوعة الأجر(سمسم) أيضا تعرضت لذلك الخلل.

وقد شهد الخلل بعض مناطق البحرين؛ إذ تأثر بهذا الانقطاع جزء من وسط مدينة المنامة، وشارع الملك الفيصل، ومنطقة السيف، وقرية كرباباد، ومعظم القرى الواقعة على شارع البديع، بالإضافة إلى قرية الهملة، ووسط قرية عالي.

وأضاف الجناحي، قائلا: إن «مهندسي الشركة وفنييها عملوا بجد ونجحوا في استعادة الخدمة لجميع المناطق المتضررة»، مؤكدا أن «الشركة ستبذل كل ما في وسعها لضمان عدم تكرار مثل هذا الانقطاع في المستقبل، مقدما اعتذارا باسم الشركة إلى الزبائن عن أي إزعاج نتج عن الخلل غير المتوقع، ومقدرا تفهم الزبائن لما جرى».

وفي الوقت نفسه كانت بدالة الشركة الخاصة بالهواتف النقالة (196) تقر بوجود خلل ما وترد على المتصلين بأنه يتم العمل على إصلاحه، في الوقت الذي كان يظهر للمتصلين أن خطوط الأرقام التي يطلبونها إما مغلقة، أو مقطوعة أو من دون إرسال.

انقطاع الخدمة... إزعاج للمواطنين وتأخير في المعاملات

وفي هذا الجانب ورد إلى «الوسط» الكثير من الشكاوى؛ إذ قال أحد المواطنين إن الخلل تسبب له في إزعاج صباح أمس (السبت)، فقد بقي في انتظار إصلاح الخلل الذي وقع في شبكة «بتلكو»، في حين كان يريد الاطمئنان على حال ابنته المريضة وقتما كان في العمل.

وأضاف المواطن (م.ج) قائلا: «إنني حاولت الاتصال من رقم هواتف «مدفوعة الأجر» (سمسم) بزوجتي للاطمئنان على الحالة الصحية لابنتي المريضة، إلا أنني لم أتمكن من ذلك إلا قبيل فترة الظهيرة، بعد أن تم إصلاح الخلل.

وبحسب (م.ج) فإن «شركات الاتصال دائما ما تطالبنا بدفع الفواتير أولا بأول وإذا ما حصل أي تأخير من جهتنا الذي يكون غالبا بسبب ضعف الإمكانات المادية فإنها تقوم على الفور بقطع الخطوط»، مستفسرا: «هل ستقوم الشركة بخصم مدة انقطاع خطوط الهاتف من إجمالي مبلغ الفاتورة، وخصوصا أننا لا نتحمل نتيجة الخلل؟»

أما الطفل سيد محمد الذي يبلغ من العمر عاما ونصف العام فقد بقي أسيرا في سيارة والده لمدة ساعة كاملة صباح أمس، بعد أن أُقفلت أبواب السيارة وهو داخلها.

وقال سيد إبراهيم حميد (والد الطفل) في وصفه لما جرى: «إن ابني ذهب برفقة والدته (زوجتي) إلى شراء الخبز صباح أمس، ولدى عودتهما إلى المنزل رفض ابني النزول من السيارة»، مضيفا أن «زوجتي حملت الخبز إلى داخل المنزل لتعود وتأخذ سيد محمد فوجدت السيارة أُقفلت عليه من الداخل، وذلك لأنها تقفل آليا إذا ما تُرك المفتاح بداخلها».

وأوضح سيد إبراهيم «قمنا على الفور بالاتصال بشقيق زوجتي الذي يحمل معه المفتاح الإضافي، إلا أننا لم نجده»، مضيفا «إننا حاولنا الاتصال به كثيرا وبعد أن يئسنا اتجهنا إلى منزله لكننا لم نجده هناك، الأمر الذي جعلنا نبحث عنه في الأماكن التي يرتادها، حتى وجدناه بعد نحو ساعة من وقوع الحادث، بينما كنا في ذلك الوقت نحاول جاهدين فتح الباب بشتى الطرق».

وفي وصفه لحال الطفل، قال سيد إبراهيم: إنه كان خائفا جدا، وظل يبكي حتى لحظة فتح الباب، مشيرا إلى أنه لو كانت شبكة الاتصال من دون خلل لما تعطلنا كل هذا الوقت».

وفي الجانب نفسه تعرض عدد من النساء والأطفال لمواقف محرجة مساء الجمعة؛ إذ وقفت نساء وأطفال بالقرب من أحد المجمعات التجارية حتى الساعة الواحدة والنصف فجرا في انتظار قدوم أزواجهن، بعد أن انقطعت وسيلة الاتصال بينهن وبين أزواجهن.

إلى ذلك قال بعض الموظفين في شركات متوسطة الحجم تقع في قلب العاصمة، وعلى شارع البديع إن بعض أعمالهم التي تعتمد على الاتصال بالزبائن تعرضت للتأخر، لعدم تمكنهم من الوصول إلى زبائنهم إلا في منتصف وقت العمل.