العدد 1717 - السبت 19 مايو 2007م الموافق 02 جمادى الأولى 1428هـ

الدوسري يخاطب محاميه: أعيش حالة رعب... وأتعرض للتعذيب

أكد أن المسئولين في غوانتنامو يعاقبونهم لأنهم مرضى نفسيون

عبّر المعتقل البحريني في غوانتنامو جمعة الدوسري في خطاب بعثه إلى محاميه جوش كولنجلو عن يأسه نتيجة ما وصفه بـ «حالة الرعب الممزوجة بالحزن والهم» التي يعيشها والمحتجزون في المعتقل، مؤكدا أنه يلاقي في وحدة العناية النفسية التي تم إلحاقه بها في المعتقل أنواعا من التعذيب المنتظم على يد الضباط والأطباء النفسيين.

وأكد أنه يعيش عذابا نفسيا وخصوصا مع تكرار دخول الشغب على اثنين من المعتقلين، أحدهما جزائري والآخر يمني، نتيجة سماعه أصوات التعذيب والصراخ من وحدتي هذين المعتقلين اللذين يتعرضان للضرب والتعذيب من قبل الشغب.

وقال: «يذكّرني ما يحدث لهما بالحالة التي كانت تصيبني حين كنت أعذب سابقا... أصبحت أصاب بحال اهتياج شديدة وفقدان السيطرة على نفسي في تلك الاثناء، وأبدأ بالصراخ حتى أسقط مغشيا عليّ، وفي بعض الأحيان أصاب بالتشنج»، لافتا إلى أنه حين يشكو للأطباء أن ما يمر به من حالة عصبية سببها كثرة إدخال الشغب للعنبر يقوم المسئولون في المعتقل بإدخالهم للعنبر يوميا.

كما أكد الدوسري أن الوضع الذي يعيشونه في العيادة النفسية أسوأ بكثير من الوضع الذي كانوا يعانونه في السجن الانفرادي، إذ يتم حرمانهم من أبسط الأمور، ناهيك عن أنه يتم معاملتهم أسوأ من المعتقلين المعاقبين، معلقا: «وكأن المسئولين في السجن يعاقبوننا على أننا مرضى نفسيون».

وأشار إلى أنه منذ أكثر من شهر كامل وهو يجبر على النوم على الأرض الاسمنتية مرتديا ملابسه فقط، مبينا أنه تم حرمانهم حتى من أبسط حقوق الإنسان، إذ يتم اضطهادهم وتعذيبهم نفسيا وجسديا، وقال: «أبلغت المسئولين أنه لو أن أي طبيب نفسي لديه أخلاقيات المهنة في هذه البلد التي تدعي الحرية والعدالة وحفظ حقوق الانسان ودخل هذا المكان المخيف المسمى عنبر العيادة النفسية ورأى كيف يعامل المرضى النفسيون في كوبا لشعر بالخزي والعار بأن القائمين على هذا المحجر الصحي التعذيبي هم أطباء وممرضون نفسيون، إضافة إلى كونهم أميركيين وينتمون لأعظم بلد حامٍ للسلام وداعٍ للديمقراطية والمساواة والحرية والعدالة».

ووصف الدوسري الوضع في العيادة بأنه أشبه بـ «مقبرة الأحياء أو ثلاجة الموتى»، مبينا أنه والمعتقلين الآخرين ليس لديهم أحد يشكون له الوضع المأسوي الذي يعيشونه في العيادة، وخصوصا أن المسئولين فيه هم الذين يقومون بالتعذيب، لافتا إلى أنه طلب التحقيق فيما يتعرضون له من تعذيب منذ أكثر من عشرة أيام متواصلة، غير أنهم لا يعبأون بهذه الشكاوى.

وقال: «إننا نموت هنا مئة مرة، ولو كانت لدي الفرصة المناسبة لأنهيت حياة البؤس والحرمان والعذاب والإرهاب الذي أعيش فيه على أيدي هؤلاء، ولكن وكما ذكرت لك أنني فقدت ما كنت أخفيه لأنهي به هذه الحياة التي لا قيمة لها، وإلا لكنت مرتاحا الآن مع الثلاثة الذين أراحوا أنفسهم من عذاب كوبا الذي لا ينتهي».

وأبدى الدوسري يأسا شديدا في الرسالة حين أشار إلى أنه لا يملك طعاما أو لباسا ولا يستطيع النوم، ناهيك عن أنه بين لحظة وأخرى يأتي المسئولون في السجن لينزعوا عنه ملابسه ويتركونه عريانا، وقال: «كنت أظن أن زمن العبودية ولى وانتهى، ولكني الآن أقل من العبد الذي كان يلبس ويأكل ويمارس بعض حقوقه الأساسية».

العدد 1717 - السبت 19 مايو 2007م الموافق 02 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً