تطورات دراميتيكية تحدث هذه الأيام وفي المستقبل المنظور في العلاقات الأوروبية الأميركية. فالانتخابات الديمقراطية وضغط الشعوب من خلال استطلاعات الرأي أدت إلى خروج شخصيات مؤثرة في العلاقة بين شطري الأطلسي. «أوروبا القديمة» التي تحدث عنها وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد ممثلة في فرنسا وألمانيا والتي ألمح أنها لا تعتبر حليفا يعتمد عليه لدى واشنطن، يحكمها اليوم قادة عائدون بثبات للمعسكر الأميركي. فقد خرج ديناصور السياسة الأوروبية جاك شيراك بعد مضي 12 عاما في قصر الاليزيه، ودخل إليه نيكولا ساركوزي. وسيترك طوني بلير الشهر المقبل دوانييج ستريت بعد قضائه عشر سنوات في منصبه ليحل مكانه غوردن براون. وألمانيا التي وصلت إلى سدة الحكم فيها إنجيلا ميركل التي تبدي تعاونا منقطع النظير مع الإدارة الأميركية جاءت بعد خروج هلموت كول الذي طالما وقف حجر عثرة أمام الهيمنة الأميركية. لذلك ستنتهج بريطانيا الحليف الأكثر ولاء للرئيس جورج بوش سياسة مستقلة إلى حد ما وقد صرح براون بأن هناك أخطاء ارتكبت في العراق، وهو بالتأكيد اطلع على الصحف التي وصفت بلير بـ «كلب بوش المدلل». وستعوض واشنطن بساركوزي الزعيم الفرنسي الجديد الذي خرج على النهج الديغولي والذي أكد في كتابه الأخير «فرنسا في القرن الواحد والعشرين» عدم رغبته في الاعتذار بسبب إعجابه بأكبر ديمقراطية في العالم (أي أميركا). إذا أمور كثيرة ستتغير في أوروبا مما يضطر الولايات المتحدة نفسها لإعادة تقييم لعلاقاتها بأصدقائها الأوروبيين بعيدا عن تصنيفهم السابق على أساس إما أصدقاء أو أعداء وبالتأكيد سيؤثر ذلك أيضا على شئون منطقتنا.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1716 - الجمعة 18 مايو 2007م الموافق 01 جمادى الأولى 1428هـ