تتعرض العلاقات الإنسانية أحيانا لبعض «الشروخ» و«الاهتزازات» و «الانكسارات: - عَبِّر ما شئت - نتيجةَ قيام طرف ما بتصرفات ومواقف غير محسوبة العواقب؛ ما ينتج منه من فتور في هذه العلاقة تستمر فترة تطول أو تقصر، وبالتالي قد يؤدي هذا الفتور في العلاقة إلى قطعها بصفة نهائية؛ ما يترتب عليه من خسائر إنسانية مؤسفة.

نحن نعلم أن قطع العلاقة مؤقتا أو بشكل دائم جاء نتيجة اختلاف في الرأي على موضوع من الموضوعات أو قضية من القضايا، على رغم ترديدنا دائما عبارة «الاختلاف في الرأي لا يفسر للود قضية»، فإننا نلاخط بوضوح أن مئات القضايا ساءت وفسدت، بعد أن تحولت الصداقة إلى عداوة، وصلة الأرحام تبدلت إلى قطع الأرحام، ليس بين الكبار فحسب، وإنما بين الأطفال أيضا، ممن لا يدركون ما يجري حولهم بالضبط، فهم بريئون مما يحدث، ويجب تجنيبهم تبعات ما يحدث.

بناء على مقولة: «شر البلية ما يضحك»، أورد هنا حكاية طريفة أخبرني بها شخص ما، وعليه مسئولية هذه الحكاية، نرى من خلالها بشاعة العداوة وما تخلفه من دخان ونار داخل المجتمعات، بل داخل الأسرة الواحدة نفسها التي تدعي الإيمان والاستقامة.

يقول الراوي والعهدة عليه: توفيت امرأة في إحدى القرى، وكان بين أفراد العائلة خصومة قديمة وشديدة، دفعت بعض هؤلاء الأفراد إلى التعهد بألا يجمعهم مجلس أبدا، مهما كانت الأسباب.

فماذا هم فاعلون بالنسبة إلى هذا الحدث الذي لم يحسبوا له حسابا؟ أي ماذا يفعلون بمجلس الفاتحة على روح المرحومة؟

لقد هداهم تقليدهم «السليم» إلى إقامة مجلسين تقوم كل جماعة بإحياء الفاتحة فيه، و على المُعَزِّين التنقل بين المجلسين وكأنهم يسعون بين الصفا والمروة - مع الفارق - شيء مضحك مبكٍ، أليس كذلك؟ ومن الأمور المضحكة المبكية أيضا ما رواه أحدهم أن زوجا هدد زوجته بالطلاق إن هي ذهبت لزيارة أختها، أو حتى حدثتها هاتفيا، إلى غير ذلك من القصص النادرة والغريبة.

إنها علاقات إنسانية، ولكن مشروخة.