كنت قد عرضت سابقا، في افتتاح المقر الانتخابي الخاص بي، مجموعة من الصور تبيّن بوضوح أن أراضي كبيرة دفنت في عرض البحر، وقد استعرضت ذلك مستعينا بـ«غوغل إيرث»، وتلك سابقة حمدت الله على طرحها للجمهور في حينه، وأضفت بعض المعلومات، المتداولة حاليا مدعومة بالأرقام والصور، وذكرت أكثر من مرة أن «فشت اليارم» قد بيع منه جزء كبير، ولكن هل من مجيب؟ طبعا لا؛ بل إن البعض اعتبر ذلك من باب الدعاية الانتخابية لا أكثر! والحمد لله أن نشرت «الوسط» في عددين متتاليين عملية بيع فشت اليارم مؤكدة ما ذكرته في فترة الانتخابات، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
في جولة سريعة حول البلاد بالطول والعرض، يرى المواطن على ضفتي الطريق، على اليمين أرض منهوبة، وعلى اليسار أرض موهوبة! المواطن يرى في المنهوبة تسويرات لا يحدها بصر، في حين يرى في الموهوبة ما يساوي مساحته مجمعات بأكملها (أكثر من ثلاثمئة ألف قدم مربع).
بين الموهوبة التي يمتلكها فلان، والمنهوبة التي يمتلكها فلان تعجز وحدات القياس عن تحديدها. بعض المنهوبة تم قياسها بالقدم والذراع والباع، وبعض الموهوبة تم قياسه بالهكتار.
وهكتار باشا - كما ذكرنا سابقا - هو ضيف جديد «ثقيل» على البحرينيين. وأعتقد انه بدعة جديدة للتلاعب في المقاسات وتضييع «الطاسه» من قبل المسئولين، الذين مازالوا يصرون على التكتم على عمليات النهب والوهب! فالمعلومات هي أشبه بصندوق الطائرة الأسود الذي مازالت السلطات (التشريعية) تبحث عنه وهو قابع في قعر المحيط، مع أن بحارنا من شمالها إلى جنوبها لا تتعدى العشرين باعا! و«كلنا عيال قرية وكل منا يعرف خيه»!
الأراضي المنهوبة والموهوبة أصبحت مثل «بيض الخفقع» و«فرخ الخفنقع»، فبيض الخفقع يشبه بيض الخفنقع، ولكن في الجرس الموسيقي للكلمتين فقط، إذ بيض الخفقع يختلف عن فرخ الخفنقع. ومع هذا الاختلاف إلا أنه من الممكن ملاحظة مواقع الشبه بين البيض والفرخ من عدة نواحٍ؟!
الناحية الأولى، أن هناك وجه شبه كبيرا بين الأراضي المنهوبة والموهوبة، فالاثنتان من أسرار الدولة العليا التي لا يسمح لأحد بمعرفة أصحابهما، ووجه الشبه الآخر أن البيض حتما سيكون في يوم من الأيام فرخا، سواء أكان هذا الفرخ سليما معافى (من الناحية البيولوجية) أم غير ذلك، والأرض ستبنى في يوم من الأيام، إما أن تكون طابقا واحدا أو ذات طوابق متعددة (استثمارية)، ولكن على حساب من؟! على حساب الطابور الشعبي وقائمة الانتظار لدى وزارة الإسكان!
واحدة من اللواتي يحسبن على وزير الإسكان، إضافة إلى وكيل الوزارة دعيا إلى تبني خيار الشقق السكنية والتمدد العمودي بدلا من البيوت كحل لمشكلة السكن المتفاقمة وخرافة شح الأراضي التي يرددونها، إذ إن إقامة المشروعات الكثيرة على أراضي البحرين تُكذب إدعائهما.
قسم كبير من البحرينيين يعملون في العقار و»الدلالة»، والكل يعلم من يتملك الأراضي الكبيرة في عرض البحر، ومع ذلك فإن نواب الشعب مترددون في طرح ما واعدوا الناس به اثناء الانتخابات، وهو موضوع الأراضي المنهوبة والموهوبة!
«عطني إذنك»...
قلت لزميل لي: ليس المهم أن يكون النائب سليم النية، فهناك أمور عدة تحكم العملية السياسية، منها المقايضة والمساومة، وشرحت له أحد النماذج كمثال على مساومات لإحدى الكتل النيابية التي تدعي تمثيل الإسلام.
وقلت له: كيف بمسئول تم تعيينه بدرجة وكيل مساعد بالانقطاع عن العمل والجلوس في البيت مدة شهرين متتاليين! والسبب تغيير الهيكل الإداري في الجهة التي يعمل بها، ولم يعد إلى العمل إلا بعد أن ضغطت الكتلة «الإسلامية» التي ينتمي إليها على جهات عدة من أجل إرجاع قسم التوظيف تحت إدارته؟! هذا نموذج للمساومات السياسية التي تمارسها بعض الكتل التي تدعي أنها تمثل الإسلام!
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1714 - الأربعاء 16 مايو 2007م الموافق 28 ربيع الثاني 1428هـ