«المنحوس منحوس لو على رأسه فانوس»، هذا المثل ينطبق تماما على كرة القدم البحرينية التي أينما تدير وجهها يقف الحظ ضدها، حتى في التجنيس لم يحالفها الحظ بلاعبين ينتشلونها مما هي فيها من معاناة، إذ قادها حظها العاثر إلى النيجيريين جيسي جون وفتاي إذ لم تجنِ كرتنا من ورائهما سوى المشكلات محليا وإقليميا، فلا تكاد تهدأ زوبعة بسببهما حتى تثور أخرى سواء مع المنتخب أو مع ناديهما المحرق.

وتلوح في الأفق حاليا بوادر أزمة جديدة بين الاتحاد البحريني والاتحاد الآسيوي سببها هذا الثنائي المنحوس أيضا، وهذه المرة تبدو المشكلة كبيرة الحجم قد تضع حدا لمشاركة جون وفتاي مع المنتخب، وخصوصا مع تحفظ الاتحاد الآسيوي على تجنيس اللاعبين والذي أدى إلى عدم مشاركتهما مع المنتخب الأولمبي في مباراة الأمس أمام باكستان.

لسنا هنا بصدد الحديث عن طريقة تجنيس اللاعبين ومطالبة من قام بتجنيسهما بتوضيح أسباب ذلك؛ لأن هذا الكلام نشره الزملاء في جميع الصحف مرارا وتكرارا لكنه لم يجد الآذان الصاغية، ولم نجد الرجل الشجاع الذي يظهر ويقول إنه المسئول عن ذلك، إذ كان كل مسئول يلقي الكرة في ملعب الآخر ولن نعرف نهاية مطافها أبدا.

المهم بالنسبة إلينا الآن هو اتحاد الكرة، فهذا الاتحاد برجاله مطالب بأن يعالج المشكلة الجديدة بحكمة تامة، وأعتقد أنه حان الوقت لأن نقفل الباب الذي يأتي منه الريح إلى الأبد قبل أن تتكبد كرتنا خسائر هي في غنى عنها.

والجميع يعرف أن العلاقة باتت متوترة جدا بين الاتحاد البحريني والاتحاد الآسيوي وهذا بالتأكيد ليس في صالحنا، وخسارة رجل بمقام بن همام تعد خسارة فادحة لما يتمتع به هذا الرجل من نفوذ في الاتحاد الدولي، ونحن أعرف بحاجتنا إلى ذلك، والمشكلة الجديدة قد تفاقم الأزمة إذا لم يقم الاتحاد بمعالجتها بالحكمة وإعادة تقريب وجهات النظر بين الاتحادين، فهل يعقل أن نضحي بعلاقتنا مع بن همام من أجل لاعبين لم نر منهما إلا المشكلات والنحس؟!

أتمنى ألا يقع اتحاد الكرة في المحظور وألا يكرر الخطأ الفادح الذي وقع فيه اتحاد كرة اليد مع الاتحاد الآسيوي للعبة والذي نتج عنه المزيد من الظلم والضغط على المنتخبات الوطنية التي تشارك في المناسبات الآسيوية، بسبب الاختلاف في وجهات النظر وعدم وجود الإدارة الحكيمة التي تستطيع إعادة الأمور إلى نصابها من أجل مصلحة اللعبة، وحتى لا تنتهك حقوقنا في البطولات الآسيوية كما انتهكت حقوق منتخبات كرة اليد بجميع فئاتها.