لا يحدث أن تجلس مع وزير في الصباح ويقسم لك بالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن الكريم بأنه ليس الوزير المختص بموضوع ما، وينقلب على تصريحه مساء ليتصدى ويؤكد أنه هو الوزير المختص إلا في أرخبيل البحرين!
كل الاختصاصات واضحة وضوح الشمس في البحرين، إلا اختصاص الجزر والفشوت، فحتى الوزراء أنفسهم لا يعرفون أيهم المعني بها، وكأنها من اختصاص الجن الأزرق الذي لا يفتح عينيه إلا في جوف الليل! وفجأة ومن دون سابق إنذار، أعلن وزير البلديات والزراعة ليلة الاثنين أنه المختص، وأنه مستعد لأي سؤال يتعلق بالفشوت والجزر وحتى بيض السمك «المتغصغص» بين الشعاب المرجانية في فشت الجارم وغيره! وصدق الله العظيم في قوله: «إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا» (الأحزاب:72)!
لا أعرف هل سيبقى وزير البلديات على إصراره المفاجئ بأنه المختص بكل الفشوت والجزر، والصخور البحرية، والسواحل، أم أنه ينتظر بيانا يصدر في إحدى الليالي المقبلة يعفيه عن هذه المسئولية التي سيطول وقوفه بسببها أمام مجلس النواب؟ لأن الأسئلة عن الجزر والفشوت تزن جبل أبي قبيس! وإذا كان الوزير متلعثما في الإجابة على سؤال عن سكن العزاب، فماذا سيصنع عندما يجيب على سؤال عن هذه الجزر التي سمع بها البحرينيون ولم يروها؟ كان الله في عونك سعادة الوزير!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1714 - الأربعاء 16 مايو 2007م الموافق 28 ربيع الثاني 1428هـ