من المتوقع أن تنتهي أعمال المرحلة الأولى لسوق المنامة القديمة مع شهر يونيو/ حزيران 2008 التي تهدف بمرحلتيها إلى تهيئة السوق أمام المواطنين والزوار، وتحديدا عند شارع الشيخ عبدالله وباب البحرين وشارعي المتنبي والتجار. وهو ما يحتم على الجميع تطوير واجهات المباني التي نأمل أن يكون قد روعيت فيها معايير الترميم العالمية بحيث لا تفقد شكل تصميمها الأصيل... وعلى ألا تصبح نسخة مكررة للأسواق التراثية المشيدة على نمط مستحدث مبالغ فيه مثل التي موجودة في بعض دول الخليج.

سوق المنامة الذي لا يمكن إلا أن نعشقها ونشتاق إليها من وقت لآخر على رغم أن المجمعات التجارية الضخمة قد سرقتنا من زيارتها، وذلك لصعوبة الوصول إليها وازدحام شوارعها وأزقتها المتواصلة بالوافدين ما جعل البحريني يفضل المجمعات لمستوى إمكاناتها وخدماتها المقدمة للزبائن، فإن رونق هذه السوق مازال باقيا في أذهان من أحبوها واحبوا تجوالها داخل ازقتها الضيقة.

مع المرحلة الاولى لتطوير السوق فإن مسألة توفير المرافق الضرورية مثل مواقف للسيارات الى الساحات المفتوحة سيساهم بصورة ملحوظة على تنشيط الحركة التجارية داخل المنامة، وحتى على جذب البحرينيين على زيارتها بصورة اكبر، خصوصا ان هذا الموقع اشتهر بسوقه ومينائه البحري ممثلا ببوابته المعروفة باسم «باب البحرين» الذي كان يطل على البحر قبل ان يتحول مع مرور الوقت الى ميدان العاصمة الرئيسي وقلبها النابض بعد ردم واجهته البحرية.

سوق المنامة التي واكبت تاريخ البحرين بمختلف مراحلها، لاسيما على الصعيد التجاري والعمراني تعد معلم البحرينيين الاول وواجهتهم التي يطلون عبرها امام مختلف الجنسيات التي تزور البحرين وتقيم فيه. لذلك نأمل ان يصاحب تطوير السوق في مرحلته الثانية والشاملة الاهتمام بمناطقه المجاورة من خلال تخصيص الاحياء التي تتحدث عن «موزاييك» سوق المنامة المكون من التاجر البحريني المسلم وصولا الى البحريني اليهودي والهندوسي، لان تجاهل ذلك معناه اننا نهمل تاريخ ازدهار هذه السوق من حيث تخليد ذكرى من ساهم في اثراء الحركة التجارية ومن دور للاعراق والاثنيات المختلفة التي عملت اكثر من قرن لمصلحة البحرين. فيكون هناك مثلا قسم ينسب الى التجار العرب والهولة والعجم والبهرة وآخر للهندوس واليهود والمسيحيين والصابئة حتى يستطيع جيلنا والاجيال اللاحقة من فهم وحفظ تاريخ هذا السوق ومعرفة تنوع مجتمع اهل المنامة القديم، قبل ان تطمس او تتعرض ملامح السوق والاحياء للتشويه دون وجه حق.