العدد 1714 - الأربعاء 16 مايو 2007م الموافق 28 ربيع الثاني 1428هـ

الدمستاني يحيي ماضي العيون الطبيعية

أخذت السيدة «الطشت» المملوء بالملابس التي تنتظر الغسيل، وتوجهت إلى العين القريبة من القرية، حيث الأطفال والرجال كانوا يستحمون في مياه العين، وبعض النساء جالسات في أحد الأركان وهن يغسلن ملابس العائلة، والمكان محاط بأشجار النخيل الخضراء، وفي خلفية المشهد أصوات مزاح الرجال وتغريد البلابل.

من أجل إحياء هذا المشهد الذي لم يره الكثيرون، وكان قد اندثر مع تطور الحياة المدنية في البحرين، وإهمال هذه العيون التي كانت مركز الحياة في كل قرية، رسم الفنان البحريني موسى الدمستاني مجموعة لوحاته التي تصور هذه العيون الطبيعية التي افتقدتها البحرين، وأصبحت من الذكريات التي لم يتبق منها سوى صور قليلة في أذهان كبار السن.

في أذهانهم بحث الفنان عن الصور الحقيقية لهذه العيون، وجعل من فرشاته وسيلة لتصويرها، بعد أن قام بالكثير من الجولات لقرى البحرين القديمة، وجالس الكثير من كبار السن لإسترجاع ذكرياتهم كي تكتمل لديه الصور.

الدمستاني لم يكتف بإمكاناته في البحث، بل اشرك طلبته الذين يقوم بتدريسهم في المدرسة في البحث عما يمكنهم الحصول عليه من معلومات بشأن العيون، موظفا كل ذلك في مجموعة اللوحات التي عرضها خلال افتتاحه لمعرضه بمجمع الدانة، الذي رعاه مؤسس بيت القرآن والرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية عبداللطيف جاسم كانو.

هدفه من المعرض عبر عنه بالقول «أهدف إلى توثيق صور العيون البحرينية القديمة من خلال اللوحات، قبل أن تضيع من الأذهان، وذلك كي يتعرف عليها أبناء الجيل المقبل ومن لم يحالفهم الحظ في رؤية العيون، كما يساعد الطلبة الذين أقوم بتدريسهم على توظيف الأفكار المرتبطة بالعيون في اللوحات التي يقومون برسمها».

الدمستاني قدر الفترة التي عمل خلالها على المعرض بنحو عام،» قمت خلال هذه المدة بالخروج للقرى والسؤال عن العيون، وقمت بجولات بحث مطولة سألت فيها كبار السن». وأضاف بأسف «معظم العيون انتدثرت، وبقي من بعضها الآثار، وعن طريق البحث في المدرسة مع الطلبة الذين اشركتهم في البحث كي يتعرفوا على هويتهم، أخذت ارسم مخططات بالألوان المائية لبعض آثار العيون، ومن هنا تكونت الفكرة ونمت».

40 لوحة شكلت مقتنيات هذا المعرض، استخدم في معضمها الألوان المائية وأسلوب الشفافية الانطباعية، «ركزت في لوحاتي على المساحات وشكل العين والمنظر الطبيعي، ولم أركز على علاقة الإنسان بها»، وعلى رغم ذلك، فقد كانت هناك مجموعة من اللوحات المرسومة بالاكريليك، «استخدمت الاكريليك لرسم بعض العيون الرئيسية كعين عذاري وقصاري، وذلك لتأكيد الحركة الدائمة للناس فيهما بالسباحة واللعب، وكان اختيار الاكريليك لبيان هذه الحركة بشكل أوضح، ولم أقم بنقل الحركة اللوحات المائية لأن الناس يرتاحون للوحات التي لا تحتوي حركة، وتوضح المساحة والإضاءة واللون».

اما معرضه الحادي عشر فيجد أنه نتاج متابعة الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية المستمر لأعماله، ودعمه إياه، إذ يشكل هذا المعرض سابع معارضه التي يفتتحها عبداللطيف كانو، الذي شدد الدمستاني على ذكر اسهامه ومتابعته المستمرة لتطور الفنانين.

وأكد الدمستاني أنه سيسعى لتوثيق الأعمال عبر تصويرها ونسخ الصور على أقراص مدمجة، ليتم توزيعها على الطلبة المشاركين في البحث معه، مضيفا بأن هذه الصور سيتم إدراجها ضمن منهج تدريس للعيون الطبيعية كواحدة من أساسيات موضوعات الرسم للطلبة كي تصقل مواهبهم في أسلوب الشفافية الانطباعية.

العدد 1714 - الأربعاء 16 مايو 2007م الموافق 28 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً