العدد 1713 - الثلثاء 15 مايو 2007م الموافق 27 ربيع الثاني 1428هـ

سياسة الجمود

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

يقول chauvan في كتابه «المجتمعات الحيوانية» - باريس 1982 «لن يكون هناك وجود للسياسي إذا كانت الفعاليات الاجتماعية ككل متفقة دائما على حل المشكلات. من جهة اخرى، لا يمكن لهذه النزاعات أن تحل بشكل آلي كما هو الحال في بعض المجتمعات الحيوانية».

هكذا، يكون «السياسي» لعبة تدار بيننا جميعا، ونهدف من خلالها لحل بعض الصعوبات أو من أجل منع تكرارها بتعبير (روبان). لكننا لن نشتغل في «السياسة» دون أن يكون ثمة لدينا ما نتصارع عليه، ليمثل مسرح ممارسة «العملية السياسة».

إن لم يكن ثمة صراعات/صعوبات/تخالفات/ اختلافات تعصف بنا، فلن يكون لـ «السياسي» وجود في مسرحنا الاجتماعي ما خلا أن نكون فعلا متفقين منذ البدء أن لا «صعوبات» أمامنا. أي أن نكون مجتمعا مختصرا في عقل واحد/ رؤية واحدة/ عاطفة واحدة/ فهم واحد/ لون واحد.

إن الحال في المجتمعات «الانسانية» التي هي نقيض «المجتمعات الحيوانية» هي أن تنشأ الصعوبات والإختلافات وفق عمليات الاتصال الطبيعية. تنشأ الصعوبات، فنعمل سياسيا لحلها على أن القبول بالحلول يقتضي منا أيضا، أن نؤمن بضرورة أن نقبل بالحاول طوعا تارة وكرها تارة أخرى، فلا يمكن أن نفكر في السياسة معتمدين على «الانتصار» في كل الصعوبات من دون أية خسارة/ تضحية/ تنازل في هذا الملف أو ذاك.

وتبعا لحالة مرضية تقتضي مراحل الشفاء منها، نقد كل ما هو «لا إنساني» في البحرين أجد ضرورة أن انتقد مجمل العملية التي من المفترض أن أصفها عرضا بـ «السياسية»، وذلك بوصفها نزوحا نحو تأسيس نوع من أنواع الانسياق نحو نموذج من نماذج «المجتمعات الحيوانية» إذ تتعطل «السياسة» وفق تراتبية مقيتة أبسط ما توصف به أنها «حيوانية» المحتوى.

ووفق هذه المعادلة التي تبنى على الصراع، لا يمكننا أن نلوم أحد الاطراف حين يعمد للتلويح بقوته (الحكومة عبرسلطة القوة المادية - المعارضة عبر قوة الشارع) فالمثل - على رغم تحفظي الشديد على الأمثال - يقول: «يجب إظهار القوة حتى لا تكون هناك حاجة لاستخدامها». تبدو بعض أقطاب «السلطة» في البحرين منحازة بشدة نحو «التحسس المفرط» تجاه استخدام «المعارضة» لأي من نقاط قوتها «الضئيلة» أصلا.

على السلطة أن لا تعمد إلى تعطيل العملية السياسية كلما وقعت مع المعارضة في ملف من الملفات الصعبة، فالسلطة التي طالبت «المعارضة» بعدم «الجمود» أمام ملفات ما قبل المشاركة في 2006 هي مطالبة بعدم الجمود أيضا أمام أي من ملفات المعارضة في 2007 وما بعدها.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1713 - الثلثاء 15 مايو 2007م الموافق 27 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً