العدد 1712 - الإثنين 14 مايو 2007م الموافق 26 ربيع الثاني 1428هـ

نصف بحرينية!

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

قضية بيع «فشت الجارم» التي تناولتها «الوسط» حديثا، أثارت دافع الفضول لدي - وأظن الكثيرين غيري - لمعرفة موقع هذا الفشت الذي أذكر أن اسمه مر على مسامعي منذ فترة بعيدة، ولكن أين هو وما طبيعته وإن كان مأهولا أو مستثمرا، فهذا الذي لست على علم به إلا من خلال ما يكتب هذه الأيام.

للوقوف على موقع «فشت الجارم» تحتاج إلى خريطة البحرين، مذكورة عليها تقسيماتها وتفاصيلها الدقيقة، عند ذلك ستحتار ما إذا كنت بحرينيا، تعيش في البحرين، أم أنك دخيل عليها أو ربما دفعتك الظروف إلى الرحيل عنها وهي مسقط رأسك منذ نعومة أظفارك فلا يحق لأي أحد أن يلومك على عدم معرفتك بجزر البحرين وطبيعتها الجغرافية!

أذكر أننا تعلمنا من المدارس أن البحرين عبارة عن أرخبيل يضم 33 جزيرة، وأعرف أن سترة والمحرق في الأصل جزيرتان، ولدواعي التوسع والعمران انتفت صفتهما «الجزيرية» وأصبحتا ملحقتين بالجزيرة الأم، وكذلك الحال بالنسبة إلى النبيه صالح وغيرها، وأعرف أن جزر حوار كانت محط نزاع بين البحرين وقطر والحمد لله أنه فض وعمرت «حوار» وأصبحت منتجعا سياحيا بحرينيا، ولكن ماذا عن الجزر الأخرى والفشوت والحالات المدونة أسماؤها على الخريطة، ولم تطأها قدم أو تمر على مسامع إن لم يكن كل المواطنين فغالبيتهم؟! هل ننتظر أن تكون محل نزاع أو بيع حتى تكون معلومة لدينا، فنهب لنجدتها وكأن بيننا وبينها علاقة حب ووصال أبدي؟!

الخريطة جعلتني أقف على حقيقة أني «نصف بحرينية»، لست لأني خليط من جنسيتين، بل لأن نصف البحرين، وتحديدا الجنوبي منها، ومحيطها (الجزر المتناثرة حولها) لم أسمع به، لا ممن هم في سني ولا من والدي ولا حتى من جدودي ولا من أقراني ولا في مدارس وجامعات المملكة ومؤسساتها... إذا لست الوحيدة التي يفترض أن تحمل لقب «نصف بحرينية».

«توابع البحرين» تلك ليست غريبة فقط كونها مكتشفة منذ كم من يوم بالنسبة إلى الكثيرين، بل أن حتى مسمياتها غريبة، تحتاج إلى «مؤرخ» يحيلنا إلى جذورها وسبب تسميتها بهذه الأسماء التي يصعب لفظ معظمها، والمعاجم لا تساعد في كشف معناها.

هناك قضية متداولة الآن... «بيع فشت الجارم» الذي له تداعياته البيئية والاقتصادية على البلد والمواطنين - بحسب البيئيين والنواب وما نشر - والسؤال المطروح وفق ما ذكر أعلاه: هل جعل «نصف البحرين» مجهولا لأنه بيع هو الآخر وما من فائدة مرجوة من ذكره؟ أم أن الحكومة «غفلت» عنه، كما غفلنا نحن، وقد آن الأوان لأن تصحو من غفلتها باستثماره في شيء يعود على المواطنين بالخير ولو معنويا ونفسيا (منتجعات ومنتزهات بدلا من المجمعات المختنقة بالدخان والأجساد إذ لا متنفس للمواطنين غيرها) إن كانت «العوائد المالية» كثيرة عليهم؟!

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 1712 - الإثنين 14 مايو 2007م الموافق 26 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً