العدد 1712 - الإثنين 14 مايو 2007م الموافق 26 ربيع الثاني 1428هـ

ضرورة لا كماليات...

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

عندما يأتي الحديث عن المرأة فلابد ان تنصب الأحاديث في بوتقة ديكورات «التمكين» و «التنمية» وغيرها من المظاهر التي تساهم في تحسين الصورة الخارجية في معظم دولنا العربية التي تكثف من مكياج هذا الامر فتضاعف من الترويج حتى تبدو صورة المرأة العاملة مثالية لأقصى حد لا ينقصها عدا رتوشٍ قليلةٍ.

وللاسف فاننا هنا في البحرين لا نسعى الى تفعيل الاجواء التي تساعد على زيادة انتاجية المرأة العاملة بل ندفعها في احيان كثيرة الى التضحية بوظيفتها مقابل اسرتها لان لا الدولة ولا المجتمع يساعدانها على المواصلة باعتبار ان هذه الامور راجعة الى المرأة نفسها ان كانت تريد ذلك ام لا.

غير ان واقعنا يقول شيئا آخر، عندما اصبح لدينا الآن جيل من الامهات العاملات القدامى وآخر من الجديدات اللواتي مازلن يناضلن في معترك الحياة وذلك بسبب الطموح، وأيضا بسبب اهمية مساهمة المرأة الاقتصادية لدعم اسرتها التي من دونها لا تستطيع مواجهة متطلبات الحياة المواكبة لوقتنا الحالي.

فلو توافرت حضانات للاطفال (وليس القصد من ذلك مشروعات الحضانات التجارية) تدعمها الدولة ومؤسسة على اسس علمية على غرار الدول المتقدمة، اضافة الى حث القطاع الخاص على توفير ذلك من اجل ضمان جودة الانتاجية للمرأة داخل المؤسسة، فان ذلك سيوفر الكثير من الجهد والقلق اليومي الذي تعايشه المرأة العاملة وهي غائبة عن طفلها اثناء وجودها في ساعات العمل التي غالبا ما تكون طويلة في القطاع الخاص عنها في القطاع العام.

الكلام عن هذا الموضوع ليس جديدا حتى طرحه ليس بجديد، ولكن من الضروري ان تلتفت اليه الجهات المعنية بالدولة وعلى رأسها وزارة التنمية والشئون الاجتماعية التي نأمل في ان تدرس ذلك ضمن خططها الحالية لان هناك مطالب للمرأة العاملة، فما عادت الاحوال مثل سابق عهدها، فالمتغيرات التي تحدث داخل مجتمعنا البحريني الصغير بدأت تساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد، مثل انخراط المرأة في الدراسة ومن ثم العمل لاحقا. وهو بدوره نتج من مطالب واحتياجات لم تكن ضمن رؤى الدولة في الماضي، الا انها اصبحت ضمن المطالب التي بدا صوتها يعلو تدريجيا في اوساط النساء العاملات وخصوصا أنه بحسب الاحصاءات الرسمية فان نسبة القوة العاملة من النساء في البحرين في تزايد، وتصل الى نحو 25 في المئة وهو ما يعني انها اصبحت جزءا لا يتجزأ من عملية التنمية وبالتالي تحسين اوضاعها ضرورة وليس كماليات، لانه بدوره يكون حافزا للاستمرارية والتميز.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1712 - الإثنين 14 مايو 2007م الموافق 26 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً