العدد 1711 - الأحد 13 مايو 2007م الموافق 25 ربيع الثاني 1428هـ

الماركة والهوية الوطنية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

كل بلد معروف بهوية (ماركة) معينة، وتسعى البلدان إلى تطوير تلك الهوية وصقلها والدعاية لها وتدعيمها بشواهد على الأرض وملموسة. فأميركا تطرح نفسها بأنها بلد الأحلام التي تتحقق، وهناك الحديث عن إمكان أي فرد أن يحقق «الحلم الأميركي»، شريطة أن يكون هذا الفرد مستعدا لبذل الجهود المتواصلة والذكية.

دبي أيضا تطرح نفسها بأنها بلد لتحقيق «حلم دبي»، بل إن هناك الكثير ممن يسعى إلى العيش في دبي من أجل تحقيق أحلامه المادية. وحديثا، بدأت دبي باستقطاب السينما الهندية، وسينما هوليوود الأميركية للتصوير في دبي وعرضها وكأنها أرض الأحلام، تماما كما يتم عرض الولايات المتحدة في الأفلام وكأنها أرض لتحقيق الأحلام.

اليابان لديها هويتها، وكل واحد منا يستخدم جهازا إلكترونيا من الأجهزة الاستهلاكية يطمئن كثيرا فيما لو كانت الصناعة يابانية، لأنها ماركة رفيعة المستوى وعالية الجودة ومملوءة بالإبداع. ألمانيا لديها هوية معروفة بها، فهي أحسن بلد يصنع السيارات الممتازة والمعدات الميكانيكية الثقيلة، ولا يمكن أن نتصور أن شيئا من هذا القبيل مصنوعا في ألمانيا إلا وأن يكون بأعلى المستويات الهندسية والتقنية.

في الثمانينات من القرن الماضي، التصقت مهنة الدعارة بتايلند، وعملت الحكومة هناك الكثير إلى أن نظفت هذه السمعة، وأعادت طرح تايلند على أنها بلد الابتسامات والطيبة والرحابة، وعلى أساس ذلك تخلصت من تبعات سمعة غير مناسبة كانت موصوفة بها في السابق.

الهند حاليا لديها سمعة بأنها أفضل بلد في البرمجيات، وأنها تنمو بسرعة مزعجة، وأنها ستصبح قوة كبرى وعالمية قريبا جدا، وبسبب ذلك تنهال عليها الاستثمارات الأجنبية من كل مكان.

ونحن في البحرين نبحث عن هوية وماركة لبلادنا... وحاليا نجد أن لدينا المؤهلات لكي نستفيد من طيبة شعب البحرين وأخلاقه، ونستفيد من قوة قطاعنا المصرفي... ولكننا بحاجة إلى هوية نُعرف بها. مع الأسف، إن بعض ما نُعرف به حاليا ليس جيدا، إذ إن أول شيء يتبادر إلى الذهن أن البحرين هي الجزيرة الوحيدة في العالم التي يُحرم أهلها من السواحل، وأنها مكان لاجتذاب التجنيس العشوائي.

إننا بحاجة إلى تغيير هذه الماركات غير الحسنة عن بلادنا، وإلى أن نعرّف أنفسنا إلى العالم بهوية جاذبة للاستثمار الذي يعود على المواطنين بالخير والتنمية المستدامة. هناك أفكار كثيرة يمكن طرحها وتطويرها، وهو ما يسعى إليه حاليا مجلس التنمية الاقتصادي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1711 - الأحد 13 مايو 2007م الموافق 25 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً