عشر سنوات من التبعية للولايات المتحدة خلفها رئيس الوزراء البريطاني المرتقبة استقالته طوني بلير، إلى وريثه المحتمل وزير الخزانة غوردون براون. فالمهمة الصعبة التي تنتظر الأخير تتمثل في إحياء التأييد المفقود لحزب العمال الحاكم عقب الخسائر التي مني بها في الانتخابات الإقليمية في جميع أنحاء البلاد.
فقد كانت الانتخابات هي آخر فرصة للناخبين البريطانيين لإصدار حكمهم على السنوات العشر العجاف التي قضاها المحامي المخادع في السلطة.
قد يحكم رئيس الوزراء الجديد (براون) حتى مايو/ أيار 2010 من دون إجراء انتخابات لكن الشكوك لاتزال قائمة بشأن ما إذا كان سيستطيع تحجيم شعبية حزب المحافظين المعارض قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة. استطلاعات الرأي بعد إدلاء الناخبين بأصواتهم في الانتخابات المحلية أظهرت أن المحافظين حصلوا على 41 في المئة على مستوى البلاد . لكن انتخابات التجديد النصفي ليست بالضرورة مؤشرا يعتد به على نتائج الانتخابات العامة.
وعموما يقع على خليفة بلير عبء كبير يتمثل في استرداد حماسة البريطانيين وخصوصا المعارضين للحرب في العراق، إلى حزبه المترنح، خصوصا أن شخصية براون الفاقدة للكاريزماتية والانطوائية تجاه الشئون الخارجية والأوروبية لا تساعدان على ذلك. كما لا يبشر الخطاب الذي ألقاه براون أمس الأول بمناسبة ترشيح نفسه بأنه سيكون مستقلا عن القاطرة الأميركية التي لا تستطيع السير إلا بوقود بريطاني.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1710 - السبت 12 مايو 2007م الموافق 24 ربيع الثاني 1428هـ