في موقف استعراضي وذي رسالة تهديدية واضحة، ومن على متن حاملة الطائرات (يو.أس.أس.جون سي.ستينيس) الأميركية والراسية في مياه الخليج، بدأ نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني في رفع مستوى التهديد ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بشكل يدعم الهواجس القابعة في نفوس الكثير من المتابعين بأن الحرب بدت تلوح بوادرها في الأفق وأن وقوعها بات وشيكا.

وكان الرئيس الأميركي جورج بوش أعلن الخميس الماضي أن زيارة تشيني للمنطقة تهدف أساسا إلى تعزيز الجبهة ضد إيران لا غير. وأضاف بوش أن تشيني «سيعرض استراتيجيتنا التي تقوم على إقناع الآخرين بالانضمام إلينا في المسالة الإيرانية».

وتجيء هذه الزيارة بعد أن بدأت السياسة الأميركية تؤتي ثمارها من خلق حال خوف وهلع لدى بعض دول المنطقة بأن هناك خطرا حقيقيا يهددها متمثلا في «الغول النووي الإيراني»، الذي بدأ يتضخم مع المواقف الصارمة لطهران اتجاه الأسلوب الذي تتعامل به إدارة بوش.

فأميركا، الغارقة خارجيا بمستنقعي العراق وأفغانستان والغارقة داخليا بضغوط رافضي سياسة بوش، لم تكتفِ بما يجري لها في هذين البلدين، حتى توقع نفسها في مستنقع آخر ومختلف بشكل كبير ما يرسخ القول إن أميركا تريد أن تشعل المنطقة حربا لا يعلم مداها أحد، وتدخل الشعوب البريئة في دوامة صراع لا تنتهي إلا بحرق الأخضر واليابس، لا رابح فيها ولا خاسر.

فالموقف المطلوب من دولنا ألا ينساقوا خلف أميركا في عماها ويصدقوا ما تروجه، فالمكاسب معدومة والأضرار وخيمة.