انتخاب نيكولا ساركوزي رئيسا لفرنسا أضحك أقواما وأبكى أقواما آخرين! ففي مساء يوم فوزه حجز فريقه الانتخابي عدة ملاهٍ ليلية وسهروا فيها حتى الصباح، بينما استقل يختا فاخرا وتوجه به إلى مالطة طلبا للراحة عدة أيام.
ساركوزي المهاجر من أصل مجري لأبوين يهوديين هربا من جنة الحكم الشيوعي، كان أول من استبشر بفوزه الإسرائيليون، واعتبره نتنياهو صديقا لـ «إسرائيل». وأول من أشاد به اللجنة اليهودية الأميركية، وأول من هنّأه البيت الأبيض الأميركي! وهكذا اجتمعت الفضائل وانهالت التهاني عليه من كل الجهات!
أما أنصار منافسته اليسارية الرقيقة الأمّورة روايال، فلم يعجبهم فوز هذا الوحش اليميني، الذي اشتهر بدعوته إلى قمع أبناء الضواحي بمسيلات الدموع يوم كان وزيرا للداخلية! وهكذا نزلوا أولا إلى ساحة الباستيل للتعبير عن احتجاجهم على انتخاب من أسموه «ساركو فاشي». ثم تمددت الاشتباكات إلى شوارع المدن الأخرى بين الشرطة والمتظاهرين، الذين لجأوا إلى حرق السيارات، التي تجاوزت الألف، 730 منها في يوم الأحد، و365 يوم الاثنين، و292 يوم الثلثاء، وتم اعتقال المئات.
مساء الأربعاء تظاهر مئات اليساريين في الحي اللاتيني بباريس، بينما أصدر القضاء الفرنسي أحكاما بالسجن على عدد من الاشخاص الذين اشتبكوا مع رجال الشرطة يوم إعلان الفوز. وقد اعتزم بعض الطلبة على تنظيم إضراب ومحاصرة جامعة باريسية احتجاجا على مشروعات ساركوزي المتعلقة بالجامعة. وتعتبر هذه التظاهرات الأولى من نوعها في تاريخ فرنسا في أعقاب انتخابات رئاسية.
في بوردو حكم على سبعة رجال تتراوح أعمارهم بين عشرين و35 عاما، اثنان منهم مشردان، وخمسة من أصحاب الحرف اليدوية، يمارسون حرفا يدوية، حكم عليهم بالسجن بين أربعة وستة أشهر، وفرض على بعضهم دفع غرامة تبلغ 300 يورو لشرطيين بسبب الضرر المعنوي الذي لحق بهما. بينما حكم في تولوز على ثمانية طلاب بالسجن لمدة شهر. أما أطرف الأحكام فقد صدرت في «رين» على ستة رجال أعمارهم بين 19 و42 عاما، حكم على بعضهم بالعمل 105 ساعات للمصلحة العامة والسجن ثلاثة أشهر.
في العالم العربي بكى الكثيرون لفوز ساركوزي وهزيمة الرقيقة روايال، ما عدا بعض الصحافيين الذين أخذوا يوزّعون «البان» و «السمبوسة» و «آلو بشير» على أنصاره في البحرين!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1708 - الخميس 10 مايو 2007م الموافق 22 ربيع الثاني 1428هـ