لله دركم أيها الوزراء على ما أنتم فيه من حصانة برلمانية! اللهم لا حسد على ما أنتم فيه من نعمة الأمن والأمان والطمأنينة والاطمئنان، بفضل غيرة نواب الشعب على كرامتكم، وتسابقهم على حفظ مياه وجوهكم، فقبة البرلمان لا تدخلونها إلا ضيوفا تستمتعون فيها بكرم الضيافة وعند دخولكم يقام لكم ويقعد، تستقبلكم قبلات النواب، وتودعكم دعواتهم لكم بالسلامة في الحل والترحال! وأما غرف المساءلة فمحرم عليكم دخولها، فعلى أبوابها نواب أشاوس، لا تقبل حميتهم أن يجلس أحدكم على مقعد المحاسبة، ولا تقبل مروءتهم أن يرو أحدكم تحت رحمة الاستجواب! كل نواب الدنيا نواب عن الشعب إلا نوابنا نواب عن الحكومة، كل نواب الدنيا يكرون نحو مواجهة سلطاتهم التنفيذية إلا نوابنا يفرون منها! كل نواب الدنيا سلطة رقابية على السلطة التنفيذية إلا نوابنا فهم سلطة دفاعية عنها!
إذا كان هناك من حديث عن حرمة الدستور وصيانة القانون، فليكف المتحدثون عن هذا الحديث إلى حين انتشال الدستور من تحت أقدام هؤلاء النواب الذين قطعوه بأرجلهم إربا إربا، وأداروه في فناجين القهوة وشربوه مع أحبتهم من الوزراء والمسئولين!
أين الغيرة على الدستور؟ أين الحمية على اللائحة الداخلية التي يحملونها في جيوبهم في كل جلسة برلمانية، ويستخرجونها حتى لو تنحنح زميل لهم في إحدى الجلسات للتأكد من قانونية النحنحة أو عدمها... كلها سقطت كرما لعيون الحكومة!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1707 - الأربعاء 09 مايو 2007م الموافق 21 ربيع الثاني 1428هـ