الحضور العربي في الدورة الستين لمهرجان «كان» هذا العام، ليس كبيرا ولاسيما في التظاهرات الأساسية. غير أن ابان هذا التأكيد أن يستثني لبنان، الذي وحده من دون باقي البلدان العربية يحضر وعلى أكثر من صعيد. وربما كان الحضور الأهم هو حضور سينمائيين لبنانيين على «الهامش» أي في تظاهرة «أسبوعي المخرجين». فهذه التظاهرة لا يكون لها، في نظر الجمهور العريض، أهمية المسابقة الرسمية، أو حتى «نظرة ما»، تعتبر من أهم ما في «كان» بالنسبة إلى هواة السينما الحقيقيين. وهناك أفلام وسينمائيون عرب كثر انطلقت شهرتهم منها. قبل ثلاث سنوات قدمت هذه التظاهرة فيلم اللبنانية دانيال عربيد الطويل الاول «معارك حب» ففاز بجائزة أوروبا واطلق شهرة تلك الصبية المبدعة وهذا العام تعود دانيال إلى التظاهرة نفسها بفيلمها «الرجل الضائع». لكنها لن تكون اللبنانية الوحيدة إذ تنافسها في «أسبوعي المخرجين» مواطنتها نادين لبكي، التي بعدما حققت نجاحات في الأغاني المصورة ولاسيما أغاني نانسي عجرم، قررت خوض تجربة إخراج الأفلام الطويلة وذلك بـ «سكر بنات» الذي يقدم، في «كان» في عرضة العالمي الأول.
تاريخ السينما اللبنانية المعاصرة، طويلة كانت أفلامها أو قصيرة، له حضوره القوي من خلال تظاهرة «سينما العالم»، إذ يحتفل لبنان يوم 21 من الشهر الجاري عبر تقديم أربعة أفلام روائية طويلة أبرزها «فلافل» لميشال كمون و»لما حكيت مريم»، لاسد فولادكار، إضافة إلى «الرجل الأخير»لمروان سلهب، والفيلم المميز «يوم آخر» للزوجين جوانا حاجي توما وخليل جريج، اللذين من ناحية ثانية يسعيان ضمن تظاهرة «المحترف» إلى العثور على ممول لمشروعهما السينمائي المقبل. وفي التظاهرة نفسها عدد من الأفلام القصيرة.
ستيفن فريرز على رأس لجنة التحكيم
مسلحا بالنجاح الذي حققه العام الماضي بفيلمه الرائع «الملكة» وبعمله التلفزيوني الذي سبقه «الصفقة» ويعرض الآن في التلفزة الفرنسية، يقود المخرج الانجليزي ستيفن فريرز، في دورة «كان» لهذا العام، لجنة التحكيم التي تضم إلى جانبه ميشال سكوبي وماغي شونغ وسارا بولي وعبدالرحمن سيساكو وماركوبيلوكيو... وغيرهم من أصحاب الأسماء اللامعة في عالم الفن السابع.
ولكن، لأن لرئيس المحكمين في «كان» عادة سلطات واسعة، تتجه الأنظار منذ الآن إلى فريرز نفسه، هذا الفنان الذي عرف بصراحته السينمائية، وبحضوره الذي بات عريقا الآن، سواء كان ذلك في السينما الانجليزية أو السينما الأميركية. من المعروف أن فريرز المولود سنة 1941 في ليستر الانجليزية بدأ حياته منتجا وكاتبا تلفزيونيا قبل أن يرتبط كمساعد بأصحاب السينما الحرة البريطانية وفي مقدمتهم لندسي اندرسون وريتشارد ليستر. ما شجعه بعد العمل معهم على خوص تجربته الإخراجية الأولى تحت رعاية ألبرت فيني، الذي احتضنه وأنتج له أول أفلامه ومنذ ذلك الحين حقق فريرز سلسلة أفلام جعلت له شهرة تزايدت مع الوقت، حتى وصلت إلى الذروة متواكبة مع تحوله إلى السينما الأميركية إذ حقق «العلاقات الخطرة» ثم «النصابون» فـ «البطل. وهو منذ ذلك الحين راح يشتغل حينا في بريطانيا وحينا في أميركا، من دون أن يقدم أعمالا صاخبة، حتى كانت عودته الأخيرة والمظفرة من طريق خوضه السينما السياسية البريطانية في «الصفقة» عن وصول طوني بلير إلى السلطة، ثم في «الملكة» عن الأسبوع الذي تلا مقتل الأميرة ديانا، وكان فريرز قبل «الملكة» حقق فيلما مميزا بعنوان «السيدة هندرسون تقدم» تدور حوادثه خلال الحرب العالمية الثانية.
العدد 1707 - الأربعاء 09 مايو 2007م الموافق 21 ربيع الثاني 1428هـ