عاش فوق خشبة المسرح الجزء الأكبر من عمره، قضاه بعطاء وإخلاص غير مسبوق لهذه اللوحة المسطحة الواسعة، التي هي ليست مجرد لوحة مسطحة في نظره، وإنما هي «كيان» لها أبعاد في الزمان والمكان، لها شخصيتها الخاصة، عاش عبدالله السعداوي معها، تفاعل معها، أحبها وأعطاها، فماذا أعطته؟
10 سنوات مضت على تقديم أول طلب، لماذا لا يتم تفريغ عبدالله السعداوي للعمل المسرحي؟ أين تلاشت إجابة هذا السؤال، وكأنما تخجل الإجابة من الظهور، مستترة في زقاق مظلم، لأنها بظهورها تعري التهاون المستمر في دعم المواهب البحرينية، التي تخدم البلد وتصوره أمام العالم بالصورة اللائقة فما كان طوال السنوات العشر الماضية من حال، سوى التأجيل ثم التأجيل.
«اسألوا المسئولين» كما قال رئيس مسرح الصواري خالد الرويعي، إذ لا يملك الإجابة على هذا السؤال بحد قوله، فهناك أناس كثيرون تفرغوا «كان السعداوي أولى منهم، وهذه معادلة لا نعرف لها إجابة».
الموضوع مر عليه عشر سنوات ولم يتغير شيء، وليس هناك إجابة وافية من المسؤولين، الرويعي علق على ذلك بالقول «ويستمر تشغيل آلية الإحباط في هذا البلد»، فخلال العشر سنوات، ومع تبدل ثلاثة وزراء على وزارة الإعلام، قام المسرح بإرسال رسالة للتفريغ، وكل الوكلاء في قطاع الثقافة تمت مراسلتهم.
«يعدوننا بتفريغه، مستخدمين كلمة الرسالة ماشية في الإجراءات» كما يقول الرويعي، ورغم ذلك فالرسائل لا تزال تمشي حتى الآن منذ عشر سنوات، قد يكون ذلك على أحد الأرفف أو في زحمة بيروقراطية العمليات الحكومية.
خالد أكد أن هناك بعض الأشخاص حصلوا على قرار التفريغ في غضون سنتين، مؤكدا بالقول أن هذا « في النهاية تكريس لمفهوم عدم اعتراف الوزارة بالمسرح، وكل القطاعات الأخرى تفرغت في مجالاتها مثل الغناء والرواية وغيرها ما عدا المسرح».
«ما قامت به الوسط قد يغير شيء، ولكن هذه الأسئلة توجه للوزير لوكيل قطاع الثقافة والتراث في الوزارة، ولكننا كمسرح الصواري لا نملك الإجابة على هذا التساؤل».
العدد 1707 - الأربعاء 09 مايو 2007م الموافق 21 ربيع الثاني 1428هـ