العدد 1706 - الثلثاء 08 مايو 2007م الموافق 20 ربيع الثاني 1428هـ

بيوت بدلا من شقق لأهل المحرق

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

يفتتح اليوم رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة مبنى بلدية المحرق، وهو مبنى متكامل ونموذجي إداريا، ويتماشى مع الحاجات الخدمية للجمهور.

هذا التشريف من لدن الشيخ خليفة يأتي في وقت عصيب تمر به هذه الجزيرة وأهلها. وهو التراجع الكبير في الخدمات الإسكانية التي تقدمها وزارة «الإسكان» إلى المواطنين، إذ تتجه وزارة «الإسكان» إلى إقامة شقق سكنية بدلا من بيوت ملائمة تنتمي إلى بيئة أهل البحرين وطبيعة أهل المحرق. وأهل المحرق يرفضون مثل هذه الشقق السكنية، أو ما يسمى «التمدد العمودي». والسكن في الشقق هو للإقامة القصيرة وليست ذات المدى الطويل أو المؤبد. إذ السكن في الشقق أمر بعيد عن عاداتنا وعن تقاليدنا ويسبب المشكلات الاجتماعية الكثيرة بين القاطنين.

القضية الإسكانية وبناء الشقق هما مصدر قلق دائمان للبحرينيين عموما، وأهالي المحرق خصوصا، وينتظر أهل المحرق اليوم من هذه الزيارة الميمونة، التي ستكلل بالنجاح - بإذن الله - أن يصدر سمو الشيخ خليفة أمره إلى وزارة «الإسكان» بشأن بناء بيوت إسكان بدلا من شقق للمواطنين. ولتغطية العجز في الأراضي التابعة إلى الدولة فإنه من الممكن سَنّ قانون لاستملاك الأراضي، وغيرها من مخارج وحلول ممكنة وليست مستحيلة.

كما أن أهالي المحرق يعانون من مشكلة سكن العزاب في وسط الأحياء العائلية، وتلك - لعمري - مسألة عويصة لا حل سريعا لها إلا بإصدار قانون بنقل العزاب بعيدا عن المناطق العائلية. فالعائلات تعاني من هذا الإشكال معاناة ليس لها حد. فالبيوت متلاصقة في «دواعيس» المحرق بصورة يتكئ كل بيت على الآخر، وبالتالي فالنساء والأطفال لا يؤمن عليهم في «الفرجان» و «الدواعيس» بعد غروب الشمس، إذ خطر وخطأ وجود العزاب هما مسألة لا يشك فيها عاقل، وحكايات الاعتداء على الأعراض والشرف، وصناعة المسكرات وبيع الخمور، وتحول البيوت إلى خانات، ففي كل حجرة تجد من 10 إلى 15 شخصا، والحجرة الواحدة قد تستخدم لأغراض عدة! فالبعض يستأجرها للمبيت ليلا فقط، ويأتي الآخر ليستأجرها بالساعة لاستخدامها لممارسات غير أخلاقية! وهكذا يتناوب على الحجرة الواحدة العشرات، وتكون وكرا لمختلف الجرائم. أفراد الشرطة (المدنيون والعسكريون) في مديرية أمن المحرق - وعلى رأسهم العقيد داوود صالح لم - يقصروا في مكافحة هذه الجرائم وغيرها... إلا أن أهالي المحرق بحاجة إلى استئصال شأفة هذا المرض؛ ولن يكون ذلك إلا بسن قانون يمنع سكن العزاب وسط الأحياء العائلية.

ومما يعانيه أهالي المحرق هو أمر البحارة، ومهنة ركوب البحر تحمل من المخاطر الكثير والكثير، وها هم أبناء المحرق أوفياء لتاريخ هذه الجزيرة، متمسكون بهويتها وما تتميز به من دعامات أساسية للهوية البحرينية... ومعاناة هؤلاء البحارة جزء من معاناة أهل المحرق... وها هي الأيام تمر عليهم من دون أن يتم لهم تحديد مرفأ لسفنهم و «طراريدهم». وبالنظر إلى الجهة الغربية من شارع الغوص يتضح مدى المأساة والمخاطرة التي يتعرض لها هؤلاء البحارة وأدواتهم البحرية بشكل يومي. ومع ذلك، هم صامدون أمام الزحف العمراني الرهيب، ومازالوا ينتظرون أن يكون لهم مرفأ لضمان أمنهم الشخصي وأدوات صيدهم.

كم سيفرح الناس لو تحققت تلك الأمنية، وصدر أمر سمو رئيس الوزراء بشأن هذا الأمر، وهو: بيوت بدلا من شقق لأبنائكم في المحرق.

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1706 - الثلثاء 08 مايو 2007م الموافق 20 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً