إذا كان الحديث عن وزير تملك 24 ألف متر مربع من الأراضي هبة لم يدفع فيها فلسا واحدا من جيبه الممتلئ بالهبات، يعتبر حديثا ضمن «الأسرار الشخصية للأفراد» كما عبّر أحد الوزراء ردا على ما أثير في مجلس النواب أخيرا، فعلى البر والبحر وحتى الهواء السلام.
لا أكثر من بعض الوزراء والمسئولين أعداء للإصلاح! نعم الإصلاح الذي ليس عندهم أكثر من سجاد تحت أقدامهم الناعمة من ترف الهبات، وبذخ العطايا والمزايا والمنح التي هي «خصوصيات» والخوض فيها معيب ومدرج على قائمة المحظورات!
لا ضير ولا بأس عليكم! خذوا ما يحلو لكم من البر ألفا أو حتى 24 ألفا من الأمتار المربعة، وإن ضاق البر فالبحر أكثر اتساعا، وإياكم والخجل فإنه آفة السرقة، خذوا ما شئتم فأرض الله واسعة وبحره أوسع، وحتى إن ضاقت البلاد بالعباد، وصار الناس كالفئران يعيشون في غيران، فسنعود لنشتري منكم هذه الأراضي بما تطلبون من الملايين، ونملأ الدنيا ضجيجا بمشروع إسكاني في إحدى زوايا القرى! فلماذا الحياء والخجل إذا؟
خذوا ولا تشبعوا ولا تخشوا رقيبا ولا حسيبا! لا ترفسوا النعمة بأرجلكم التي لم تطأ الرمال؟ وإن كان قلقكم من النواب الأربعين فلن نسمح لواحد منهم بفتح ملفاتكم الثقيلة بوثائق الهبات؟ وسنواجه كل من تسوّل له نفسه الحديث عن عقار وزير أو رصيد مسئول بالقول: «هذه من الخصوصيات»!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1705 - الإثنين 07 مايو 2007م الموافق 19 ربيع الثاني 1428هـ