العدد 1704 - الأحد 06 مايو 2007م الموافق 18 ربيع الثاني 1428هـ

لي كوان يو... والبحرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يرجع الفضل إلى رئيس الوزراء الأسبق «لي كوان يو» في تحويل سنغافورة إلى إحدى البلدان المتطورة اقتصاديا أثناء رئاسته للوزراء من العام 1959 إلى العام 1990... وعلى رغم أن عمره بلغ 84 سنة، فإنه مازال صاحب رأي ونفوذ وكلمته مسموعة. وفي نهاية الشهر الماضي تحدث في أحد الاجتماعات التي جمعت قادة الأعمال الشباب العرب مع الآسيويين، وجاء في جانب من حديثه تعليق عن البحرين.

وبحسب ما نقله أحد الإخوة الحضور، فإن «لي كوان يو» نصح البحرينيين بعدم محاولة تقليد دبي أو الدوحة، والبحرين ليست بحاجة إلى مطار كبير بحجم ما هو موجود في دبي، وإن كل ما تحتاجه البحرين هو أن تعزز موقعها الريادي في القطاع المالي والمصرفي، وأن تستفيد من موقعها الجغرافي لكي تكون رابطا اقتصاديا بين جارين كبيرين، هما السعودية وإيران، وهذا يتطلب استثمار الموقع الاستراتيجي، وبيئة التعايش المتسامحة في البحرين، وصوغ استراتيجية متوازنة تفسح المجال لتنمية قطاعات نامية تستفيد من الفرص التي تتوافر من اقتصادين كبيرين يحتاجان إلى خدمات يمكن للبحرينيين الإبداع فيها.

وتوضيحا لما ذكر، فإن سنغافورة لديها جيران كبار، والجيران مختلفون سياسيا، ولكن سنغافورة هي التي بادرت في منتصف الستينات إلى تأسيس منظمة «الآسيان» التي تجمع تلك البلدان الآسيوية، وسنغافورة أصبحت مركزا لضبط أعصاب اللعبة السياسية. وعلى رغم صغر حجمها، فإنها استفادت من التوازن الذي خلقته لنفسها بين الجيران، ولم تتعدَّ حجمها، بل إنها أسست بنية تحتية متطورة، ودربت أبناء شعبها للحصول على أفضل تعليم، واجتذبت أفضل الخبرات في العالم، وانطلقت لتقديم ما تحتاجه تلك المنطقة من منتجات وخدمات.

ولقد استأذنت الأخ الذي ذكر لي ما ورد على لسان «لي كوان يو»، لأنني فعلا أرى أن هذه الفكرة نوعية، وفيما لو كانت لدينا استراتيجية تحفظ لنا سيادتنا وفي الوقت ذاته تنفتح على اقتصاديات جارين كبيرين يحتاجان إلى بعضهما بعضا، فان بإمكان البحرين أن تلعب دورا في تطوير الخدمات التي يحتاج إليها الاقتصادان الكبيران القريبان من جغرافيتنا.

ولو رجعنا إلى الوراء قليلا، فسنجد أن دبي التي كان حجم اقتصادها أصغر من البحرين في منتصف الثمانينات، وأصبح حجم اقتصادها حاليا نحو ثلاثة أضعاف البحرين، كانت قد استفادت من إغلاق البحرين خدماتها لجيرانها لأسباب سياسية وأمنية، وكانت تلك هي الفرصة لتحويل دبي مركزا لإعادة التصدير إلى إيران وإفريقيا وكل الدول التي تحتاجها. ونحن حاليا في وضع أفضل بكثير من الثمانينات، ولدينا نمو اقتصادي متصاعد في دول الخليج العربية، ومن الممكن جدا تنشيط العلاقات الاقتصادية على النحو الذي ذكر أعلاه.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1704 - الأحد 06 مايو 2007م الموافق 18 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً