يبدو أن اعتذار المحامين عن الدفاع عن قاتل المحرق بات يشكل أزمة للقضاء في نظر المحكمة للقضية ومن ثم الفصل فيها، فبينما أكد المتهم البحريني للمحكمة سابقا أنه خاطب أكثر من خمسة محامين للدفاع عنه جميعهم اعتذروا له، بادرت المحكمة إلى مخاطبة وزارة العدل في انتداب محامٍ يقبل الترافع عن المتهم، ومثُل يوم أمس المحامي عبدالرحمن خشرم أمام المحكمة بعد انتدابه من قبل وزير العدل، موضحا للمحكمة أنه قدم اعتذاره إلى وزير العدل بشأن الدفاع عن القاتل، إلا أن الوزير رفض ذلك الاعتذار.

وأصرّ خشرم في جلسة أمس أمام هيئة المحكمة على عدم قبوله الدفاع عن المتهم لوجود علاقة أدبية وطيدة تربطه بعائلة المجني عليه، مشيرا إلى أنه وقت تحقيق النيابة العامة مع المتهم في القضية كان يتابعها من صديقه وزميله سامي سيادي، فكيف له اليوم أن يقف محاميا عن ذلك المتهم، لافتا إلى أنه قدم أسبابه إلى وزير العدل الشيخ خالد بن علي آل خليفة بخصوص ذلك.

من جانبها، سجلت المحكمة برئاسة القاضي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة ما أثاره خشرم، آمرة بإرجاء القضية من جديد لتكليف وزارة العدل مرة أخرى بندب محامٍ يدافع عن المتهم.

وبُعيد انتهاء الجلسة أبدت عائلة المجني عليه امتعاضها من تأخر محاكمة المتهم، فمن جانبه تساءل شقيق القتيل فاضل عبدالرحمن «إلى متى تنتهي مشكلة التأجيل بسبب امتناع المحامين عن الترافع؟ نحن مستعدون لتوكيل محامٍ عن المتهم ولتنتهي المحاكمة وتأخذ العدالة مجراها».

وطالب بتطبيق ما تطلبه النيابة العامة بإيقاع أقصى العقوبة على المتهم وهي الإعدام، وذلك بعد أن اعترف القاتل تفصيلا بما قام به من جرم أمام النيابة العامة، وذلك بقتله القتيل بعد أن ترصد له من جانب موقع الخباز الذي حدثت إلى جانبه المشادة الكلامية إلى موقع الجريمة، وأنه خطط لتلك الجريمة وأخبر صديقيه بذلك الأمر بقوله لهما «شوفوا شنو بسوي فيه»، علاوة على أنه استخدم السلاح الناري في تلك الجريمة البشعة التي أنهى بها حياة إنسان تنتظره أسرة وعائلة.

وأكدت العائلة في حديثها إلى «الوسط» أن العقوبات المخففة في جرائم القتل ليست لصالح المجتمع، وهي تشجع على انتشار الجرائم جميعها بشتى أنواعها، لافتين إلى أن قضية عباس الشاخوري الذي راح ضحية طلق ناري من شخصٍ لايزال مجهولا وبعيدا عن القصاص.

وطالبت العائلة بمراعاة مشاعرها وأحاسيسها، وخصوصا أنها تلتزم بالحضور في كل جلسة قضائية لتنتهي بالتأجيل للسبب ذاته.