العدد 1703 - السبت 05 مايو 2007م الموافق 17 ربيع الثاني 1428هـ

مركز دراسات الوحدة العربية

أنموذج لجهد فكري عربي مُعمَّق

يعتبر «مركز دراسات الوحدة العربية»، أحد أهم المشروعات الفكرية، والذي يعالج القضايا المتعلقة بأفكار النهضة العربية التي تسعى لتحقيق الوحدة العربية.

يقول المركز معرفا بمشروعه في أول إعلان صدر في بيروت ونشرته بعض الصحف العربية في عام 1975 ، ما يأتي: «كان للنكسات التي لحقت بقضية الوحدة العربية أثر عميق على التقبل الفكري والعملي لهذه القضية القومية، وعلى مقدار الاهتمام بها فبعد أن كانت قضية الوحدة تحتل المكان الأول في اهتمام الرأي العام العربي والمركز الرئيسي في نشاط المثقفين العرب، أصبحت بعد تلك النكسات - خاصة بعد فشل الوحدة المصرية السورية والمشاريع الوحدوية التي تلتها – في مكان ثانوي يدل عليه فيما يدل كمية ونوعية الإنتاج الفكري الذي يدور حول هذه القضية المصيرية

إن الصراع الذي تخوضه الأمة العربية ضد الاستعمار الصهيوني الإسرائيلي والإمبريالية، بما يمثلانه من تحد خطير لمصير الأمة العربية على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية ، يتطلب اهتماما عميقا وجادا بتحقيق خطوات وحدوية عملية وإلى جانب هذا الحافز السلبي في طبيعته هنالك حوافز إيجابية تنطلق من مزايا الوحدة وقيمتها الذاتية ، أهمها توق العرب إلى الحضور الفعال في مجالات التطور العلمي والتكنولوجي واستعجال الزمن في عملية التنمية الاقتصادية الاجتماعية والتطوير الأفضل للطاقات والقوى العربية الهائلة من بشرية ومادية – وبالتالي بلوغ تحقيق أفضل لإنسانية الإنسان العربي إن هذا التوق يتململ في ضمير الوطن العربي، في عالم يشهد التطور السريع والمذهل في قدرات البلدان الصناعية وإنجازاتها في مختلف الحقول، إلى جانب الرغبة العميقة في مجابهة التحدي الصهيوني والإمبريالي ، يطرح بإلحاح وجوب التوجه إلى الوحدة العربية المتكاملة عبر السبل الثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية ، بخطوات عملية ثابتة مدروسة، كحل جذري للمسائل والمشاكل التي خلفتها ظروف التجزئة والتخلف ولكن إلى جانب الإيمان العميق بما تختزنه الوحدة من جدوى وفائدة وقيمة ذاتية، ومن تلبية للتوق العربي للتقدم والمنعة والكرامة، لا بد من القول ان قضية الوحدة ليست مسألة بسيطة ففيها من عوامل الجذب والدفع، ومن الاعتبارات الإيجابية والسلبية، ما يوجب أن يوجه إليها جهد فكري كبير ومتصل ، من أجل توضيح الفكرة على نطاق واسع ومن أجل إيصال نداءها بقوة إلى الجماهير العربية الواسعة وإلى الأوساط الفكرية على تعدد اتجاهاتها

ولتحقيق كل ذلك اجتمع عدد من المواطنين العرب، الموقعين أدناه، من أقطار عربية متعددة واتفقوا على تأسيس «مركز دراسات الوحدة العربية» والذي سيكون مركزه حاليا في بيروت، ليتخصص في هذا النوع من العمل الثقافي والفكري المتجه رئيسيا نحو مسائل الوحدة العربية، آملين أن تتسع حلقة المساهمة فيه لتشمل أكبر عدد ممكن من المواطنين العرب من ذوي الكفايات والاهتمام المؤمنين بجدوى هذا العمل الثقافي والمستعدين لتحمل مسؤوليات الاشتراك في نشاطه

ومن الجلي إن هذا الجهد العلمي والثقافي سيعني، فيما يعني، إيلاء الواقع العربي ما يستحقه من الاهتمام كخلفية للحالة الوحدوية المنشودة، وسيعني بالتالي دراسة القضايا النفسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ذات العلاقة، وتحليل أوجه العلاقة وحجمها ونوعها وكيفية تأثيرها وستكون مقاربة كل ما يخضع للدرس مقاربة علمية لا عاطفية عملية لا طوباوية تجنيبا لفكرة الوحدة لأية نكسات أو منزلقات جديدة وتمتينا لقواعدها. وبالتحديد ، فإن «مركز دراسات الوحدة العربية «، سيعتمد الأسس والقواعد التالية في عمله :

1 – إن وسيلة المركز في تنمية الوعي الوحدوي هي إعداد دراسات وبحوث، أو القيام بترجمة بحوث، تحلل الواقع العربي في شتى مظاهره وجوانبه، خاصة النواحي الإقليمية والعراقيل الحقيقية والتصورية التي تعترض سبيل الوحدة العربية، واستجلاء وسائل توحيد أجزاء الوطن العربي وصيغها في مختلف الحقول

2 – ويعمل المركز على تهيئة المعلومات والبيانات الإحصائية والوثائق ومصادر البحث عن مختلف شؤون المجتمع العربي باعتباره كيانا واحدا ، والقيام بإعدادها وتهيئتها بحيث تكون صالحة لمختلف أغراض البحث العلمي في الوحدة بما في ذلك تكوين مكتبة وافية لهذا الغرض

3 – ان توحيد الوطن العربي ليست عملية متعددة الجوانب فحسب، بل متعددة المراحل كذلك وليس التوحيد السياسي سوى الشكل الأكثر اكتمالا للوحدة لهذا ستتجه عناية المركز إلى تناول كافة الجوانب والصيغ وتحليلها بغية استكشاف الأولويات والمراحل الممكنة في مقاربة الوحدة، من منطلق ضرورة قيام الوحدة على أسس وقواعد منيعة لا تتعرض لخطر الانهيار أمام التجارب والأزمات ، وبالتالي قيامها متدرجة وبالصيغ الأكثر ضمانة لسلامة استمرارها

4 – إن التجارب الوحدوية المعاصرة خارج الوطن العربي ذات فائدة ودلالة في دراسات المقارنة وتستوجب الدرس والتمعن من أجل تعميق فكرة الوحدة وجعل عملية التوحيد أكثر عقلانية وأمتن أسسا

5 – إن غايات المركز وأهدافه تتطلب أن يعمد إلى مخاطبة جميع فئات المجتمع العربي بمختلف شرائح الأعمار والاختصاصات بالشكل والأسلوب المناسبين، وباستخدام أفضل وسائل الاتصال الثقافي الممكنة

6 – سيحاول المركز أن تمتد المشاركة بنشاطه إلى جميع الأقطار العربية من خلال قيام أكبر عدد ممكن من المثقفين العرب المتخصصين في مختلف الحقول بمجهودات فكرية ضمن نطاق مهمته

7 – ومن الضروري الإشارة بتأكيد جازم ان هذا العمل لا يهدف إطلاقا إلى تكوين تجمع سياسي أو حزب أو جبهة سياسية، وإنما هو يهدف فحسب إلى إعادة الزخم إلى التيار الفكري الوحدوي أملا في أن تترجم الجماهير والمؤسسات والقوى العربية هذا التيار إلى حقيقة ملموسة

8 – إن المساهمة في عمل المركز لا تشترط شروطا مسبقة من حيث هوية المثقف ولا تتطلب إلا أن يكون مؤمنا بالوحدة العربية ، بغض النظر عن المعتقدات والنظريات التي يؤمن بها

لذا فإن المثقفين العرب من مختلف الاتجاهات والآراء والاختصاصات مدعوون للمساهمة، فمجال العمل يتسع لمختلف الاجتهادات ويتحمل وجود أكثر من رأي في كيفية تحقيق الوحدة، وبذلك سيكون المركز مفتوحا للحوار العلمي العقلاني

9 – إن أبحاث المركز ونشاطاته لا تتناول الأوضاع السياسية القائمة في الوطن العربي، كما أن المركز لا يتخذ أية مواقف سياسية مباشرة ولا يساهم في النشاط السياسي ولا يدخل في الصراعات أو الخلافات السياسية، ولا يرتبط بأية حكومة ولا يتبنى أي نظام ولا يدخل في محاور أو تحالفات أو جبهات

10 – إن المركز سيعتمد في تمويل نشاطاته وفعالياته على التبرعات والمساعدات المادية التي يمكن أن يحصل عليها من الحكومات والمؤسسات والأشخاص في الوطن العربي التي تبدي الرغبة في تقديم تلك المساعدة بدون فرض شروط وقيود على عمل المركز وأهدافه وخطه الثقافي

إن مركز دراسات الوحدة العربية يباشر عمله وكله أمل في أن يواكبه تعاون جميع المؤمنين بالوحدة العربية وعطفهم ومساندتهم ، لكي ينطلق تيار الوحدة بالمزيد من الزخم على الطريق العلني والعقلاني السليم صوب هدفه الثابت.

«أحمد السويدي، أحمد بهاء الدين، الأخضر الابراهيمي، أديب الجادر، الدكتور انطوان زحلان، برهان الدجاني، الدكتور بشير الداعوق، جاسم القطامي، الدكتور جمال أحمد، جوزيف مغيزل، الدكتور خيرالدين حسيب، الدكتور سعدون حمادي، الدكتور سهيل ادريس، شفيق ارشيدات، الدكتور طاهر كنعان، الدكتور عبدالعزيز الأهواني، عبدالقادر غوقة، عبداللطيف الحمد، عبدالله الطريقي، الدكتور عبدالله عبدالدائم، عبدالمحسن قطان، الدكتور علي فخرو، مانع العتيبة، محمد الميلي، الدكتور محمد سعيد العطار، منصور الكيخيا، ناجي علوش، الدكتور نديم البيطار، هاني الهندي، الدكتور هشام نشابة، وليد الخالدي ، الدكتور يوسف صايغ ».

العدد 1703 - السبت 05 مايو 2007م الموافق 17 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً