العدد 1702 - الجمعة 04 مايو 2007م الموافق 16 ربيع الثاني 1428هـ

من شرم الشيخ إلى دارفور... فتش عن النفط 1/3

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد اعتماد «وثيقة العهد الدولي للعراق» ، التي لاقت ترحيبا دوليا، استأنف المشاركون في مؤتمر شرم الشيخ أعمالهم باجتماعات موسعة لدول جوار العراق، وثنائية بين الدول المشاركة. ومن المقرر أن يشارك في اجتماع دول جوار العراق أيضا كل من مصر والبحرين والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي.

وبينما تسلط أضواء الإعلام الدولي على مؤتمر شرم الشيخ، وقع الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي ادريس ديبي يوم الخميس 3 مايو/ أيار الجاري، وسط غياب إعلامي شبه كامل، اتفاق لتطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مزرعة العاهل السعودي بالجنادرية قرب مكة المكرمة.

وقال بيان تلاه وزير الثقافة والإعلام السعودي إياد مدني ان البلدين اتفقا على الالتزام الكامل بالاتفاقات الموقعة بينهما الثنائية منها ومتعددة الأطراف، خصوصا إعلان واتفاق طرابلس الصادرة في 8 فبراير/ شباط 2006، وكذلك الالتزامات المنصوص عليها في محاضر الاجتماعات الثنائية ومتعددة الأطراف الهادفة إلى تفعيل اتفاق طرابلس ومعالجة الوضع بين السودان وتشاد.

وجاء في البيان أيضا التزام الطرفين «بالسعي والتعاون مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لإيجاد الحل الدائم للنزاع الدائر في إقليم دارفور وشرق تشاد بما يحقق السلام والاستقرار للجميع».

وبينما يشهد شرم الشيخ حشدا إعلاميا وسياسيا منقطع النظير، يحظى إقليم دارفور بتغطية إعلامية متواضعة وحضور سياسي محدود وعبارة مقتضبة وردت في البيان بشأن دارفور هذا الإقليم الواقع في غرب السودان والذي استقطب بعد انفجار الأوضاع الأمنية فيه منذ نحو ثلاثة أعوام زخما إعلاميا لم يسبق له مثيل، وتصدرت أخباره وسائل الإعلام العالمية كافة. واستتبع ذلك تدافع المسئولين الغربيين من كل حدب وصوب للمنطقة يزاحمهم مسئولو المنظمات الأجنبية التي دخلت إلى الإقليم بهدف معلن يتمثل في تقديم المساعدات الإنسانية إلى المتضررين جراء الأزمة. كما شهدت أنحاء واسعة من العالم تنظيم تظاهرات واحتجاجات تطالب بوقف العنف ومعاقبة المتسببين فيه. وتعرضت حكومة السودان خلال تلك السنوات ولا تزال إلى ضغوط سياسية متزايدة من جانب المجتمع الدولي الذي يرى أن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وقعت بحق القبائل الإفريقية في المنطقة على يد من وصفهم بالمليشيات العربية.

ومن حق القارئ أن يتساءل ما العلاقة بين الأوضاع في كل من العراق ودارفور؟. اللاعب الدولي في الساحتين كان وما يزال واشنطن، ومنطق الأمور يجبرنا على البحث عن ذلك الخيط الرفيع الذي يربط بين اهتمام واشنطن بالساحتين. ومن دون إغفال أهمية العراق للمنطقة العربية عموما ومنطقة الخليج خصوصا، أو أهمية دارفور، وعلى نطاق أوسع السودان على النطاقين العربي والإفريقي... من دون إهمال ذلك لكن متابعة أولية لمصادر المعلومات الغربية تكفي لوضع حد لأية تساؤلات.

في برنامج ماوراء الخبر استضافت قناة الجزيره العالم الجيولوجي فاروق الباز الذي أوضح ان علماء (ناسا) يعلمون بأن السودان عبارة عن حوض من النفط كما توضح الاشارات التي التقطت من الفضاء، وأيضا جزء من تشاد وخصوصا منطقه دارفور غنيه بما كل هو نفيس ونادر من نفط وحديد ويورانيوم.

وفي احد أعدادها الصادرة في مطلع مارس/ آذار الماضي ونقله عنها موقع الجزيرة، قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية في تقرير لها من السودان إن التنقيب عن النفط قد يجلب الاستثمارات الضرورية لهذا البلد، غير أن البعض يقول إنه قد يفاقم الاقتتال. ومضت تقول إن الحكومة السودانية تعجل في عمليات التنقيب بسرية كبيرة داخل إقليم دارفور، الأمر الذي دفع بقادة المنطقة الهشة - التي قتل فيها ما لا يقل عن 200 ألف شخص خلال ثلاث سنوات من الاقتتال - إلى الاحتجاج. ونقلت الصحيفة عن خبراء إنسانيين وسياسيين قولهم إن نفط دارفور قد يحقق التقدم المطلوب والاستثمار للمنطقة، بيد أن البحث عنه في هذا الوقت من شأنه أن يؤجج الصراع عبر إثارة مزيد من الاختبارات في منطقة مزقتها الحرب أصلا. وتضيف الصحيفة نقلا عن مستشار في صناعة النفط ان «السبب الرئيسي الذي يقف وراء أزمة دارفور هو النفط». ترى ماهو الحيز الذي يحتله نفط دارفور في ساحة النفط العالمية؟ ومالذي يضيفه إلى الجغرافيا السياسية للمنطقة عندما يضاف إلى النفط العراقي؟.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1702 - الجمعة 04 مايو 2007م الموافق 16 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً