العدد 1702 - الجمعة 04 مايو 2007م الموافق 16 ربيع الثاني 1428هـ

الشيخ الرئيس

لا الموسيقى ولا الغناء لا الكلمات... وحدها مفردة الإنسان تحتويه

إذا كان ثمة «مكان آمن للحب» فلا بد من وجود «إنسان» يكون القادر على صناعة «الحب» في ذلك المكان الآمن. ماذا لو كان قاسم حداد قد أوجد مكانا ما في مكانات كلماته المتعبة ليكون أرضا للحب؟ ماذا أيضا، لو عاش الناس هناك؟ ترى هل تكتمل دورة الحب؟ لا. إن مكانا للحب من دون ان يكون خالد الشيخ فيه هو أبعد ما يكون عن أن يصير مكانا آمنا للحب.

يبدو خالد الشيخ الإنسان/ الفنان/ الملحن/ الصوت الرئيس في مملكة الحب التي وضع دستورها الشاعر الرئيس قاسم حداد. فإذا كان لكل حقل من حقول الحياة «رئيس» فإن للبحرينيين حبا وصوتا واحدا يستحق مسمى «الرئيس». لكنهم كالعادة، مثلما تكلموا بـ «الخطيئة» مع الشاعر الرئيس، كانوا ولايزالون يخطئون كثيرا مع الشيخ الرئيس. لا يبدو الفنان خالد الشيخ في مأمن في مكانه الذي يعتصم فيه عن الناس. يبدو خارج إطار المكان نفسه، لذا،كان لكلمات قاسم في «مكان آمن للحب» ذلك التأثير عليه.

أين يعيش خالد الشيخ اليوم؟ الأرض ليست أرضه، الزمان خارج حدود احتماله. مبعد في الأرض يهيم ما بين كلمات الشعراء وألحانه. لكن الذي يجعل من خالد الشيخ حيا إلى الآن مقاوماص للموت هو أنه مكتمل في فضاء عالمه الناقص!. وأن يكتمل المرء في عالمه الناقص هو أفضل ما يستطيع أن ينتهي عنده، ليبقى.

لكنه - الشيخ الرئيس - يبدو غاضبا، وعلى رغم أنه مكتمل - على غير حال الكثير من فنانين الخليج - إلا أنه قد يسأل نفسه ذات السؤال الذي تعود أي مبدع بحريني أن يسأله، ماذا لو لم أكن بحرينيا؟ وتبدأ فضاءات السؤال في ممارسة نوع من أنواع السرقة، هذا السؤال يسرق العمر/الطموح/ الروح/ الشعر/ الموسيقى/ الغناء/ يسرق حتى لحظة النشوة إياها، التي يتذكرها خالد الشيخ فيمسك قلبه عن الوقوع في فخ السؤال.

لقد أعطى خالد الشيخ للبحرينين الكثير، لكنه لم ينل ما يستحق منا،،، ولايزال خالد الشيخ بمثابة رقمنا الصعب وحلمنا العاشق للحياة، الذي كلما احاطت بنا طيور الظلام لجأنا له. لا يستطيع أحدٌ ما أن ينثر ما ينثره خالد الشيخ في أنفسنا إن غنى، ولا أحد في البحرين يمتلك القدرة على أن يجعل الكلام خارطة للحب حين يغنى كما يفعل الشيخ الرئيس. لذلك فقط. يبقى خالد الشيخ، وحده، الإنسان الرئيس.

«السياسي» و»الفنان» معا

هل تبدو أشبه بالعادة أن يتحول الساسة - اليائسون - إلى الشعر والموسيقى، ترى، من يكون خالد الشيخ لو كان رجل سياسة؟، الشيخ الرئيس درس «السياسة» في الكويت، وهجرها في سنته الثالثة العام 1975 ليلتحق بالمعهد العالي للموسيقى (الكونسيرفاتوار- القاهرة) ودرس التأليف الموسيقي حتى العام 1979. هذا الإنتقال من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال لا يبدو إنتقالا نهائيا، فمواقف خالد «السياسية» خصوصا الأخيرة في حفلته بمهرجان ربيع الثقافة تدل على أن الشيخ لم يطلق السياسة، لكنه إستراح من الوقوع فيها بما تحتوي السياسة من فظاظة لا تليق بإنسانية خالد المرهفة.

كان عمره آنذاك - حين تخرج من المعهد العالي للموسيقى - إحدى وعشرين سنة، وكان عليه أن يعود للبحرين ليصبح مدرسا لآلة العود في المعهد الموسيقي في البحرين. ثم موظفا في إدارة التراث بوزارة الإعلام في البحرين. ويمثل العام 1998 عام الانعطافة التاريخية بالنسبة إلى مسيرته الفنية، ففيه تم تفريغه كأول فنان بحريني.

بدأ الشيخ الرئيس حياته الفية ملحنا للوحات الغنائية في حفلات طلبة البحرين بالكويت. ثم «كتب» و»لحن» وتشارك مع الجميري في عدة أعمال. صعوده السريع اهله ليكون الملحن الرئيس لغالبية مسرحيات الأطفال في البحرين في الثمانينات.

وكان لألحانه في أغنية «إشويخ من أرض مكناس» للفنان الجميري العام 1982 أن تنطلق بالشيخ نحو فضاءات أرحب. غناها بالحان الشيخ الفنان السوري نعيم حمدي. لكن ذلك، لم يكن كافيا، وأتى العام 1983 ليتخذ الشيخ الرئيس قراره الجريء، وهو الغناء بصوته، و»أصدر عمله الأول الذي فاجأ به الجمهور الخليجي بالشكل الغنائي الجديد المعتمد على نصوص مكتوبة باللغة العربية ضمن إيقاعات خليجية كان من أشهرها أغنية: (كلما كنت بقربي) للشاعر الصوفي أبى الحسن الششتري». غنى خالد الشيخ «للكثير من كتاب الأغنية وكبار الشعراء في البحرين والوطن العربي ويأتي الشاعر البحريني قاسم حداد في مقدمتهم. أما الشعر العربي القديم كان له نصيب كبير في أعماله».

كلهم مروا من هنا

جذبت ألحان الفنان خالد الشيخ الكثير من الأسماء الخليجية والعربية، وتميزت ألحان الشيخ بأنها دائما ما كانت ألحان الأغنية الرئيسة في الكثير من الألبومات الغنائية، لحن الشيخ في البحرين لكل من: محمد يوسف - أحمد الجميري - إبراهيم حبيب - هدى عبدالله - جاسم الحربان - حسام أحمد - محمد عبدالرحيم - هند - محمود حسين - عادل محمود - جعفر حبيب - محمد البكري - عارف الزياني - أحمد الهرمي - عبدالله سلمان - جاسم درويش. من الكويت: مصطفي احمد - عبدالله الرويشد - غريد الشاطئ - العنود - محمد البلوشي - بشار الشطي. من قطر: علي عبدالستار - فرج عبدالكريم - فهد الكبيسي. ومن عمان: أحمد الحارثي - حكم عايل - محمد المخيني - سالم محاد - سماح - اليعقوبي. ومن الإمارات: عبدالله بالخير - رويدا المحروقي. ومن السعودية: عبدالمجيد عبدالله - راشد الماجد - عبدالله رشاد - عادل الخميس. ومن المغرب: رجاء بالمليح. ومن مصر: غادة رجب - انغام. ومن تونس: نوال غشام - لطفي بوشناق. ومن سورية: هالة الصباغ. كما ساهم الشيخ في تلحين الأعمال الدرامية والاستعراضات وتأليف الموسيقى التصويرية في الأعمال التلفزيونية إذ قام بتلحين عدد من السهرات والمسلسلات التلفزيونية. حصل الشيخ على الكثير من الجوائز وشهادات التقدير والتكريم طوال مسيرته الفنية وهي:

- شهادة تقدير وتكريم من مهرجان عيد الفن (العراق)1985 - شهادة تكريم وتقدير كضيف مهرجان الأغنية العربية السادس المقام في البحرين 1996. - شهادة تكريم من مهرجان البحرين الدولي الحادي عشر للموسيقى البحريني أكتوبر/تشرين الاول 2003. - جائزة أفضل موسيقى ومؤثرات صوتية تأليف موسيقى وأغاني مسرحية? »?أخبار المجنون?« لمسرح أوال 2005. - درع رائد من رواد النغم العربي في مهرجان الدوحة للأغنية الثامن يناير 2007.

ولخالد الشيخ تجربة مهمة في حياته الفنية، إذ قام بالتعاون مع الشاعر البحريني قاسم حداد والفنان التشكيلي إبراهيم بوسعد والمخرج المسرحي عبدالله يوسف في تجربة وجوه. كما قام بالتعبير عن أفكار الفنان التشكيلي والشاعر عبر مؤلف موسيقي غنائي شارك في غنائه مع مجموعة من المطربين الشباب ومشاركة الفنانة البحرينية هدى عبدالله وذلك في العام 1997.

كما كانت له تجربة رائدة في الخليج العربي وهي تسجيل قصيدة حب للشاعر محمود درويش في استوديوهات لندن بمشاركة أوركسترا الفرقة السيمفونية بها LONDON PHILHARMONIC ORCHESTRA في العام 1987 إذ كانت من ألحانه ومن توزيع ميشيل المصري.

ألبومات الشيخ الرئيس:

كلما كنت بقربي (1983)

مدير الراح (1984)

يا عبيد (1985)

كمنجة(1986)

نعم نعم (1987)

أبواسحق (1988)

ألعب ألعب (1989)

غزالي (1991)

عطش النخيل (1992)

وجوه (1997)

مستحيل (1998)

مكان آمن للحب (2000)

رحلة الغجر (2002)

صباح الليل (2004)

اسمي وميلادي (2005)

المهرجانات والمؤتمرات:

مهرجان عيد الفن - العراق

مهرجان الأغنية العربية السادس في البحرين - 1996

مهرجان الأغنية البحرينية الأول(البحرين) - 1996

مهرجان أغادير المغرب - 1999

مهرجان ليالي دبي (الإمارات) - 2000

مهرجان أبها الغنائي - 2002

مهرجان الدوحة للأغنية الثامن - 2007

مؤتمر حرية التعبير في الموسيقى في الشرق الأوسط والذي تنظمه مؤسسة فريميوز (Freemuse) بالتعاون مع مؤسسة هينرخ بُل في بيروت بمساندة جمعية عرب للموسيقى العربية في بيروت بين السادس والثامن من أكتوبر العام 2005.

العدد 1702 - الجمعة 04 مايو 2007م الموافق 16 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً